|


محمد السلوم
حفلة فرح بالتعادل
2016-10-09
مستوى الأخضرالسعودي في لقائه مع المنتخب الأسترالي لم يبلغ الرضا لمن رأى المشهد داخل الملعب بعيون فنية لا عاطفية، رغم نجاحه في مقاومة المنتخب الأقوى بالخروج متعادلا معه في ذهاب جدة مساء الخميس الماضي، ضمن المجموعة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لموسكو عام 2018.
والفرحة التي سيطرت على أقوال وكتابات البعض بعد المباراة فيها أشياء من المبالغة في وصف أداء الأخضر الذي لم يكن سيئا بل كان في حدود الأداء المتوسط، وما حدث من حفلة فرح من مسؤولين وإعلاميين ما هو إلا ردة فعل عاطفية على إدراك التعادل في أواخر الشوط الثاني.
والواقع الفني للأخضر من خلال اختبار قدرته الفنية أمام أقوى المنتخبات الآسيوية ونجاحه في ترويض الكنغر الأسترالي بالتعادل لا يبعث على الارتياح لمن يتطلع إلى أداء أفضل لنجوم يملكون إمكانات معروفة تفوق ما قدموه في الملعب.
وعلى ضوء ما شهدت يجوز القول إن الأخضر روض الكنغر الأسترالي وأبطأ من حركة مؤشره ونجح في إدراك التعادل معه ومنعه خاصية الانفراد بالصدارة التي كانت قريبة من المنتخب الأسترالي بعد ربع الساعة الأول من اللقاء، فقد كان الأفضل في الانتشار وتهديد مرمى الأخضر السعودي طيلة المباراة.
ويعد الأسترالي المستنسخ من الكرة الأوروبية برتم أدائه وقوته البدنية من أقوى فرق المجموعة، ومعظم الترشيحات تميل إلى تصدره وتأهله عن المجموعة للفارق البدني والفني مع المنتخبات الأخرى، وكل الترشيحات في الغالب تميل إلى أنه مضمون الرؤية في مونديال موسكو.
والتعادل السعودي الأسترالي جاء لخدمة منتخبي الإمارات واليابان باقترابهما من المتصدرين بفارق نقطة واحدة، مما يعني زيادة حرارة المنافسة بين المنتخبات الأربعة (أستراليا السعودية اليابان الإمارات) لخطف أي من البطاقتين في المجموعة الثانية المؤهلتين إلى روسيا مباشرة.
الجولة الرابعة المقبلة التي سيلعب فيها منتخبنا مع الإمارات في جدة بعد غد الثلاثاء هي جولة ما قبل منتصف التصفيات، تليها الخامسة مع المنتخب الياباني في منتصف الشهر المقبل باليابان.
ومن لم يؤمن الذهاب بحصد النقاط وخاصة تلك اللقاءات التي على الأرض سيبكي حاله في الإياب الذي ستبدأ جولاته في الثالث والعشرين من شهر مارس من العام المقبل، والمشوار طويل ويختتم في الخامس من شهر سبتمبر2017.
يبقى القول إن الأخضر السعودي في حاجة إلى مزيد من العمل الفني يفرض على مدربه الهولندي مارفيك إذا كان جادا في عمله أن يبقى قريباً جدا منه بدلا من ترك المهمة لمساعديه.
وهذا يتطلب جهدا كاملاً نحو تحقيق الأماني ببلوغ روسيا، ومن هنا فإن مارفيك مطالب أن يولي كل جهده في هذه المرحلة لخدمة الأخضر بعناصره الحالية وتطعيمه بمن يبرز خلال الدوري المحلي بدلا من الجلوس في استديوهات قنوات بلاده التلفزيونية لتحليل المباريات.