لم أشأ أن أتناول موضوع قائد النصر المعمر الكابتن حسين عبد الغني ( 38 ) عاماً كون ما بدر منه من سلوك غير رياضي في حكم المعتاد مرات عدة بطرده في لقاء فريقه مع الاتحاد ضمن دورة تبوك الدولية المنتهية مساء الجمعة بفوز فريق الوداد المغربي بكأس البطولة وحلول فريق النصر في ذيل الترتيب من بين فرق أربعة شاركت في الدورة.
وطرد حسين رغم جمال تاريخه الفني في الملاعب بالنسبة لي ليس خبراً جديدا لافتاً للانتباه بل بات عادة تتكرر في كل موسم دون أن يصدر من إدارة ناديه ما يحول دون تكرار مغامراته الانفعالية.
فقد درج على الاشتباك ضرباً أو لفظاً مع لاعبي الخصم والمحصلة النهائية خسارة النصر للقاءات هامة طرد فيها قائد الفريق أو تلك التي بدا فيها منفعلا ومصدر إرباك للمنظومة الفنية وأفعاله السلبية ليست قليلة.
لكن حديث الأسطورة ماجد عبد الله عن سلوك حسين في الملعب يفرض التوقف عنده كونه أتى من نجم غير عادي عرف بحكمته الفنية الكروية وأخلاقه العالية في ميادين الملاعب وخارجها كما هو الآن حكيم في إبداء آرائه بكل صراحة وموضوعية واتزان.
فقد وصف ماجد في حديثه ل(عكاظ) ما أقدم عليه حسين خلال لقاء فريقه مع الاتحاد في دورة تبوك (بأنه سلوك لا يليق بلاعب في سنه وأنه على النصر أن يبحث عن قائد غيره).
وهذا هو بيت القصيد يجب على النصر أن يبحث عن قائد بديل قدوة لغيره تتوافر فيه صفة القيادة وضبط النفس والأخير هو ما لا يتوافر في حسين مع كل الاحترام له كلاعب فنان ع ّ مر في الملاعب يفترض منه أن ينهي مشواره الكروي بعلامات إيجابية أداء وسلوكاً وغير ذلك لا يقع في دائرة احترام الجماهير الواعية لأهمية الأخلاق بجانب جودة الأداء.
وأقرب توصيف لحالة حسين المزاجية في الملعب أنه (يكبر وتكبر تخبيصاته معه).
وخير للكابتن في حضرة المدرب الصارم الكرواتي زوران الذي قيل إنه طلب إبعاده عن تشكيلة النصر في أول لقاء وربما لقاءات تالية أن يعتزل قبل أن تتعاظم صيحات الجماهير الرافضة للسلوك العبثي مطالبة بإبعاده منزعجة من المغامرات المتتالية التي صنعها بانفعاله والتي تؤشر إلى صعوبة تغيير طبعه.
صحيح طبع "الفتى الذهبي" كما يلقب بذلك منذ انطلاقته في الملاعب سهل الاستفزاز والابتزاز للاعبي الخصم ومثل هذه التصرفات من لاعبي الخصم (غير الرياضية) تحدث بعيدا عن رؤية وسماع حكام المباراة، واللاعب الحكيم هو من يتعب الخصم نفسياً بعدم الالتفات لمثل هذه الحركات البدنية أو اللفظية من سقط الكلام.
يبقى القول إن ترويض حسين كرواتياً دون تدخل قوي في عمل المدرب ربما قد يكون نافعاً إذا ما كتب لحسين الاستمرار هذا الموسم مع الفريق النصراوي، وإذا ما أصر المدرب على إبعاده نهائياً فذلك أمر مبرر وإن اصطف من اصطف في صف اللاعب فالفوضى تلد فوضى وقد يرحل زوران.