كل ما تناقلته وسائل الإعلام من أنباء منعشة عن التعاقد مع لاعبين أجانب ما هو إلا دغدغة لمشاعر جماهير العالمي الذي يئن من تعاظم الديون وستبقى كلاماً في الهواء لحين تقديم النجوم الجدد في مؤتمر صحفي بل في الملعب مع أول مباراة دوريه لتأكيد تجاوز النصر كلبشة الديون المانعة للتسجيل.
والكلام على أن القادم للنصر نجوم من أوروبا وأمريكا الجنوبية مختلفين عما سبق لا ينسجم مع ما سبق من عادة سنوية متكررة ومجربة يسبقها وهج إعلامي وعلى أرض الميدان تتكشف حقائق سوء العمل الإداري في الاختيار وفي التعامل مع الالتزامات المالية.
وسوءة الاجتهادات في العمل تنعكس على الجوانب الفنية وخيبة الأمل تحط على الجماهير وهم يرون فريقاً بلا حماس من تداعيات عمل هذه البيئة.
والحماس الإخباري الملحوظ بأن النصر وقع وأن النصر فاوض يدفع إلى الاعتقاد بأن لا جديد فني منتظر ما دام أن استشارة (سماسرة الجيوب) المجربين بفشلهم مقدمة على استشارة أهل الفن من محبي العالمي وهم كثر وفي مقدمتهم النجم الأسطوري ماجد عبد الله الذي يفترض أن يكون نائب الرئيس للشؤون الفنية.
وهنا يتفرغ نائب الرئيس الجديد المهندس عبد الله العمراني لإصلاح الجوانب الإدارية والمالية في النادي وكلها تحتاج إلى هندسة إدارية تفرض النظام وتوقف الفوضى السائدة والدليل على الفوضى والتخبط واضح كوضوح الشمس في كبد السماء من كثرة الشكاوى الداخلية والخارجية ومن الإخلال بالعقود وتعاظم المديونية وتأخر رواتب اللاعبين والأجهزة الفنية والتدريبية.
ومتى ما فرض النظام على أسس إدارية مهنية لا اجتهادية فهو كفيل باستقامة أمور النصر وسط بيئة عمل محفزة على الإنتاج لا مجال فيها للإحباطات التي ضربت نفسيات اللاعبين وأنتجت ما انتهى إليه وضع الفريق في الموسم الماضي وهو الذي يملك أفضل كتيبة فنية في الميدان المحلي.
والجو الصحي للاعب المحترف من أكبر محفزات عطائه في الملعب وهو الذي كان غائباً في سنوات مضت باستثناء موسمي 2014 و2015 بتحقيق الفريق لقب الدوري على التوالي إضافة إلى كأس ولي العهد لأسباب نجاح طارئ ليس خافياً على جماهير النصر الواعية وتعرف الدفعة الداعمة القوية وراء الإنجازات.
وبدون منهجية العمل بآلياته العلمية والفنية فإن تكرار الإخفاقات وارد وبنسبة كبيرة إذا استمر الفكر الإداري يجتر أدواته القديمة التي لا تعطي نتائج جديدة وكلها مجربة والفشل عنوانها حتى لو حضر أفضل اللاعبين في العالم وسددت كل الديون.
يبقى القول إن من يعمل معرض لارتكاب الأخطاء والاستفادة منها بتصحيح المسار هي المعيار لكن تكرار الأخطاء لا تفسير له غير ضعف الحيلة الإدارية.
والمؤشرات الأولية تقول إن الإدارة النصراوية تعشق أدواتها القديمة وما التعاقد مع اللاعب الألباني البان ميها بحسب وسائل الإعلام وهو الذي لم يقنع المدرب النصراوي الكرواتي زوران لدليل على أن (الشطارة الإدارية) ما زالت كما هي في هدر أموال الكيان في بضاعة فاسدة ولعلها تصحى قبل صيحة الجماهير عليها.