لا جديد فنياً منتظر في معسكرات الفرق السعودية التي أغلبها سيكون في القارة العجوز وقليل منها في بلاد العرب كل حسب قدرته المالية وبعضها تقترب مدته من الثلاثة أسابيع وأكثر كمعسكر النصر في كرواتيا والهلال في النمسا والأهلي في إسبانيا.
أما البقية فهم دون ذلك من حيث مدة التحضير الخارجي ويبقى الاتحاد من بين كبار الأندية غير معلوم الوجهة وهناك من يقول إنه باقٍ في الداخل بلا معسكر خارجي لأسباب قد تكون مادية في المقام الأول وربما لو تمكن من التعاقد مع مدرب جديد خلفاً للروماني بيتوركا سيطرأ له جديد في لحظتها ويطير للتحضير في الخارج مثل غيره.
يعني لا أحد أحسن من أحد سنعسكر ونعسكر وربما هذا حال بعض مسيري الأندية من الإداريين الهواة كما هو ملاحظ في معسكراتهم النمطية التي يغيب عنها الحس الاستثماري والتسويقي الذكي خاصة للفرق الجماهرية الأربعة الكبيرة المعروفة المدعومة بقاعدة جماهيرية كبيرة.
ومثل هذه الثروة الجماهيرية فشلت الأندية الكبيرة في استغلال شعبيتها وتسويقها وتسافر إلى معسكراتها الخارجية مثلها مثل السائح العادي الذي يرصد وينفق تكلفة سفره.
ولم أسمع ولم أقرأ أن فريقاً سعودياً حسب متابعتي سافر لمعسكر خارجي تحت رعاية شركة في معسكر مكفول بعقد رعاية معلوم وعقد حصري لنقل لقاءاته الودية وتحضيراته في بلد المعسكر.
وعمل مثل ذلك ليس بالعسير الممتنع لو أن هناك عقولاً في الأندية تحسن تسويق بضاعتها الجماهيرية بدلاً من إيكال الأمر إلى متعهد بدائي أشبه بالمقاول دوره في تجهيز المعسكر والاتفاق مع فرق لا وزن فني فاحص لها.
والواقع الملاحظ إن لم يحدث تطور لافت في المعسكرات الحالية فإن كل ما في الموضوع معسكر خارجي يحضر له على طريقة الرحلة السياحية بحجز تذاكر الطيران ومقرات السكن وما تيسر من ملاعب صغيرة صالحة للمران.
أما موضوع اللقاءات الودية مع فرق جيدة فمتروك للظروف وفي النهاية القبول بالمتاح مما يتوفر من فرق حتى لو كانوا حراس المعسكر الإعدادي والعاملين فيه.
وكلنا يتذكر النتائج الكبيرة التي حققتها بعض الفرق السعودية في معسكراتها أمام فرق ضعيفة بفوزها على فرق أوروبية متواضعة بأهداف بلغت العشرة.
نعم يعسكرون ويلعبون مع فرق أشبه بفرق الحواري و(الجود من الموجود) كما يقول المثل العربي فلا تخطيط ولا تسوق وترتيبات احترافية لبلوغ هذه المعسكرات قمة الاستفادة الفنية والمالية.
يبقى القول إن الكلام هنا ليس ضد المعسكرات الخارجية بل ملاحظة على التخطيط المفقود فنياً وتسويقياً لمفهوم معسكرات كرة القدم في زمن الاحتراف الرياضي والاستثماري.
فمن غير المقبول أن يبقى فكر المعسكرات الخارجية على حاله دون تطور لافت في صياغته فنياً وتسويقياً خاصة من الأندية الجماهيرية التي لم تدرك بعد حجم الثروة الجاذبة للمستثمرين المتمثلة في قاعدتها الجماهيرية وأعني بذلك أندية النصر والهلال والأهلي والاتحاد.