أيهما أهم للفريق النصراوي الركض السريع بعيون ضيقة كالعادة خلف الأضواء وترديد كلمات مكررة باتت مملة أم الهدوء والعمل بعيون ثاقبة ورؤية بعيدة تصب في خدمة العالمي. النصر يحتاج إلى عمل مركز غير ذي قبل على المدى المنظور لتقليص الدين وصولاً إلى إطفائه بدلاً من استعراض شكلي لدغدغة عقول منصات بلهاء منقادة تصفق لكل شيء حتى للفشل.
جماهير العالمي الواعية تعلم تماماً أن انهيار الفريق في الموسم الماضي ليس مرده إلى عجز مهاري فني بل إلى ما حل به من حالة فقدان التوازن التي عصفت بالفريق وخلفت تأثيراً نفسياً ضرب روح النصر نتيجة الجفاف المالي وبقاء اللاعبين محبطين بلا رواتب. والمخاوف تنتاب شريحة كبيرة من جماهير العالمي مخافة من بقاء الفكر الإداري على حاله وبمعنى أصح يبقى متصلباً ويجتر أدواته القديمة كما اجترها من قبل خلال سنوات مضت دون تطور يذكر.
من مؤشرات الأدوات القديمة ما أعلن مؤخراً عن أن النادي سيسجل دون أن تعرف جماهيره الآلية التي ستضع فريقها في وضع يسمح به بتسجيل اللاعبين الأجانب والمحليين وديونه تقارب 163 مليون ريال وحصيلة الاجتماع الشرفي من المبلغ المعلن 65 مليون ريال لا تتجاوز 10 في المائة. الوضع الحالي للنصر يتطلب برمجة أولويات تأتي في مقدمتها إدارة الدين بحكمة نحو التخلص منه لا زيادته مما يعني أن التسديد مقدم على التسجيل في كل الحالات وليكن الموسم المقبل موسماً لعلاج الأمور المالية.
وبقاء الوضع النصراوي الفني بلا معالجة يؤشر أن ما حل بالفريق في الموسم الماضي سيتكرر في الموسم الجديد وسط بيئة ادارية محبطة همها التسجيل كيفما اتفق للمباهاة أمام الآخرين في كل موسم دون اكتراث لتأخر حقوق الآخرين ورواتب اللاعبين.
يبقى القول وحتى لا تتكرر المهزلة الإدارية التي قادت الفريق إلى المركز الثامن في دوري عبد اللطيف جميل الموسم الماضي جراء ترك اللاعبين شهوراً بلا رواتب وما أحدثه ذلك من فقدان قوة تركيزهم وضرب معنوياتهم من فعل إدارتهم والنتائج شاهدة على ذلك لكل من حاول تبييض صورة المتسبب. والموسم لم يبدأ بعد فإن مصلحة الكيان تتطلب إعادة النظر في أسلوب العمل ووقف الاجتهاد الذي أضر بالكيان واعتماد ديناميكية عمل منظمة في الجوانب الإدارية والمالية وطي ملف الأدوات القديمة المجربة بفشلها.
ومع وجود رجل الأعمال المهندس عبد الله العمراني نائباً للرئيس ينتظر إحداث التغيير الإيجابي وهو المهني الذي يعول عليه في فرض المهنية الإدارية والمالية في العمل وإيقاف الفوضى التي كانت سائدة. ويأتي في الأولويات إطفاء الدين أو جدولته بالتسديد على فترات زمنية والالتزام المبرمج بالوفاء بالعقود وانتظام تدفق رواتب اللاعبين في حساباتهم كل آخر شهر ميلادي في مواعيدها وهو خير تحفيز فني ومعنوي على العطاء في بيئة صحية وشفافة ومضيئة.