|


محمد السلوم
مؤشر الخطر في النصر
2016-06-12
عودة رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي لكرسي الرئاسة مجدداً تعني لا خيار أمامه لإحداث أثر إيجابي في الفريق غير وضع هذا الملف المتضخم في أولوياته والتعامل معه بجدية مطلقة. وهذا الملف هو الرهان الأول للإدارة العائدة وأي خلل في ترتيب الأولويات سيصيب الجسم الإداري والفني بالتصدع.
وإعلان 65 مليوناً دوِّنت على ورق الاجتماع الشرفي برعاية الأمير مشعل بن سعود رئيس هيئة أعضاء الشرف في مزرعته بالعمارية مساء أمس الأول، مؤشر إيجابي على أن هناك عملاً جاداً لمعالجة ملف الديون المقدرة بـ 163 مليون ريال، وهي حصيلة غير مدققة من محاسب قانوني.
والرقم المعلن من الداعمين لا يفي بمتطلبات التسجيل في الفترة الصيفية ما لم يعزز برقم يكسر حاجز الدين الأحمر المحدد بخمسين مليون ريال وصولاً إلى رقم معقول تحت هذا الخط الذي حددته الهيئة العامة للرياضة المالكة للأندية ليبقى النادي خارج دائرة المنع من تسجيل اللاعبين الأجانب وغيرهم.
وبقاء الداعم الأكبر للكيان النصراوي خارج دائرة معادلة إنقاذ الكيان من كماشة الديون يؤرق جماهير العالمي مخافة فشل (التكتل الأخير بالمزرعة) من بلوغ متطلبات خفض الديون إلى الحد الذي يمكن الإدارة من المضي في عملها براحة دون عوائق مالية.
ومشكلة النصر التي زلزلت أركانه الفنية في الموسم الماضي مالية بحتة وآثارها معلومة، وهذا يعني أن المشكلة واضحة والعلاج مع معرفة الأسباب هو الإجراء الناجع.
وعلة الفريق معروفة من سوء التدبير المالي وتراكم الاستحقاقات وتجمد حركة حسابات اللاعبين لفترة طويلة والتي من تداعياتها النفسية الضاربة للجسم الفني انهيار الفريق في الموسم المنتهي نتيجة الجفاف الذي ضرب اللاعبين في روحهم ومفاصلهم وهو الفريق البطل وحامل لقبي دوري 2014 و2015.
ولا عودة تصحيحية للعالمي إلا بيقظة فكر يصحح ما إعوج فيما مضى بالعمل الممنهج الجاد الذي تظهر نتائجه ملموسة في الميدان ولن يتأتى ذلك إلا بعمل إداري ومالي مبرمج وفق ما تتطلبه سلامة المنظومة الإدارية والفنية.
والسلامة تكمن في عدم تكرار العودة الإدارية بأساليبها القديمة المجربة بالفشل في إدارة المال والتعاقدات الفنية وإن ظهرت علامات عمل الماضي السلبي مجدداً فذلك ما هو إلا مؤشر خطر ينبئ بأن الأسوأ لم يبدأ بعد في النصر.
وستتضح لجماهير العالمي مع الخطوات الإدارية القادمة إذا ما كان هناك تطور قد حدث في الفكر الإداري في جانبه التنظيمي والمالي والفني خاصة مع دخول رجل الأعمال المهندس العمراني منظومة العمل التنفيذي في النادي.
يبقى القول ولعل في عودة الإدارة وقد تشبعت من دروس الماضي ما يولد صحصحة الفكر نحو انتهاج سياسة إدارية بوزن فني وعلمي يقود لتصحيح الأوضاع، ولعل في نائب الرئيس المهندس عبد الله العمراني ما يحقق وزن العملية الإدارية بمقاييس علميه بعيداً عما كان سائداً من اجتهاد أعوج.