في كلاسيكو للمتعة والإثارة المرتقبة يجمع الاتحاد ثالث الدوري والنصر ثامن الدوري على ملعب مدينة الملك عبد الله (الجوهرة) مساء اليوم في الجولة ما قبل الأخيرة لدوري عبد اللطيف جميل ستكون الحرارة الفنية حاضرة رغم أن اللقاء هو في عداد تحصيل حاصل وأداء مهمة مجدولة الانتصار فيه معنوي للفريق الفائز.
واللقاء الذي يعد عنوان الجولة الأبرز في منظار الترقب الجماهيري للفريقين ومعها جماهير الهلال التي تخشى من تهديد اتحادي لوصافة فريقها فيما لو أصاب الفريق الأزرق عثرة اللحظات الأخيرة.
موقف الفريقين في سلم الدوري لا يمكن الاستناد إليه في ترجيح كفة فريق على آخر خاصة أن اللقاءات بين الفرق الكبيرة تذوب بها كل المعطيات الفنية والرقمية لارتفاع حرارة المنافسة التاريخية بينها.
من هنا يجوز القول استناداً إلى النتائج السابقة لا إلى المحتوى الفني لكل فريق أن النصر في لقاء الليلة يختبر شطارته على الاتحاد وعما إذا كان سيواصل سطوته بالفوز المتكرر أو أن انتفاضة اتحادية توقف الهيمنة النصراوية.
الاتحاد في حاجة إلى الفوز لإنهاء موسمه الكروي الصفري بفوز ثمين على منافس عنيد أخرجه في آخر اللقاءات بينهما من دوري الأربعة في مسابقة كأس الملك بثلاثية وتأهل على حسابه للمباراة النهائية لمواجهة أهلي جدة بطل الدوري.
والنصر في ظل المستجدات الأخيرة باستقالة رئيسه الأمير فيصل بن تركي على خلفية تردي نتائجه هذا الموسم وانحداره من بطل لدوري الموسمين الماضيين إلى ترتيب متأخر جداً لا يليق بفريق في حجم النصر قد يكون حاضراً بتماسك فني خلاف ما كان عليه.
وللتاريخ نقول إن الأمير فيصل أقدم على خطوة جريئة يثمن له فعلها لفتح الباب أمام كفاءات جديدة لقيادة العالمي تنقله إلى ما هو أفضل وتعالج أسباب انتكاساته ذات البصمة المالية المؤثرة على منظومتيه الإدارية والفنية.
إذاً والنصر في ظل ظروفه هذه لا يزال على مقربة من ختام موسمه بالذهب وهي فرصة سانحة لنجومه لمواجهة التحدي الكبير إما خروج صفري من الموسم الكروي أو ختامه ذهب وتوديع رئيس أمضى ست سنوات على كرسي الرئاسة حقق فيها الفريق ثلاث بطولات.
وجماهير العالمي ترى في لقاء الليلة ما يعطي مؤشراً على الإطمئنان خاصة بعد تدخل الداعمين بالأموال لإسناد الفريق معنوياً وبث حياة رطبة في الجسم الفني بعد أشهر طويلة من الجفاف عانى فيها الفريق متاعب كثيرة.
والمونديالي على أرضه في جدة لن يألو جهداً في محاولة لتبييض صورته المهزوزة على حساب العالمي للتخفيف من الضغوط الجماهيرية والإعلامية المحيطة به لاعتبارات فنية وإدارية وخير ما يصالح به الاتحاد جماهيره وضع حد بوقف السطوة النتائجية للنصر.
يبقى القول إن الكلاسيكو السعودي الجماهيري المنتظر ينبئ بأن الإثارة ستكون موجودة وسيشهد ملعب الجوهرة أداء نضالياً بين الفريقين يعكس عراقتهما التاريخية التنافسية والفنية كقطبين كبيرين من أقطاب الكرة السعودية.