لا مفاجآت كروية منتظرة في دوري الثمانية كالتي حدثت في دور 32 و16 من مسابقة كأس الملك وأطاحت بفرق ممتازة لتعبر على حسابها فرق من أندية الدرجة الأولى آخرها المجزل درجة أولى الذي عبر لربع النهائي لأول مرة في تاريخه بتغلبه على الخليج الممتاز.
ولأن كرة القدم خدمت فرقاً هوائية من حيث وزنها الفني ما كانت تحلم ببلوغ هذا الدور والتفوق على فرق تفوقها وزناً فنياً، ولأن دوري الثمانية على بعد خطوتين من النهائي الذهبي وتأهل له كبار الفرق السعودية وهي النصر والهلال والأهلي والاتحاد.
من هنا لاعتبارات فنية وجاذبية ذهبية بحماس الفوز بكأس الملك من الأندية الجماهيرية يتعسر على المتابع أن يضع فرضية تكرار حدوث غير المتوقع في دوري الثمانية والأرجح لاعتبارات فنية تدعمها كل المؤشرات أن مفاجآت كأس الملك قد توقفت عند المجزل ومن العسير القول إن باب المفاجآت سيستمر مفتوحاً.
اللقاءات المقبلة في المسابقة خلال الشهر المقبل حتماً ستذهب للأندية الأقوى، فالنصر مرشح بتجاوز العروبة إلى الأربعة لمقابلة الاتحاد المؤهل لإخراج الحزم والأهلي سيتجاوز الرائد لمقابلة الهلال المرشج لإطفاء ثورة المجزل وإن كان في أوج عطائه في الأولى ومرشح للصعود للممتاز إلا أنه وهو سيقابل أقوى المرشحين للقب دوري جميل لن يكون كذلك.
هذا يعني أن دوري الأربعة محطة كلاسيكو مثيرة بكل أبعادها الفنية تجمع أقطاب الكرة فنياً وجماهيرياً وإن كان النصر عطفاً على معطياته في الدوري هو الحلقة الأضعف بين الأربعة الكبار رغم استيقاظه بعيون ضيقة آسيوياً وتصدره لمجموعته.
ومسابقة خروج المغلوب وقد بلغت دوري الثمانية هي لعبة استثمار الفرص بأقل مجهود والأندية الكبيرة لديها من الخبرة المتراكمة ما يؤهلها للتعامل مع أجواء اللقاءات على خلاف الفرق المجتهدة التي قادها الحظ لبلوغ هذه المرحلة.
ويجوز القول إن دور الثمانية تبسم للأربعة الكبار وستخوضه كما لو أنه مناورة للاستعداد للكلاسيكو المنتظر بين قطبي جدة والرياض.
يبقى القول إن الأرجح المنتظر وفق قرعة المسابقة أن اثنين من الثلاثي الكبير الذي يتصدر الدوري ربما سيكونان طرفي النهائي، أما الاتحاد والهلال أو الاتحاد والأهلي مع وضع فريق رابع وهو النصر في قائمة المرشحين للنهائي رغم (البلاء الإداري) الذي يمر به.
وجماهير النصر الذي يجثم القلق على صدورها منذ بدء الموسم ليست على يقين بأن فريقها في الموعد وتتخوف من خروجه هذا الموسم صفر اليدين وهو حامل لقبي الدوريين الماضيين.
ومسابقة الكأس هي الفرصة الثمينة المتاحة لنجوم النصر لإسعاد جماهيرهم بالذهب ولضمان المشاركة الآسيوية المقبلة بعد أن أصبح إدراكه للمربع الآسيوي من خلال سلم الدوري في حكم المستحيل.
والجماهير الواعية و(ليست المغيبة التي تخدعها الطبول المرهجة الفارغة) تتفهم الأسباب التي أربكت عقولهم ومفاصلهم فالإنجاز سيسجل لهم لوحدهم ولن يجيًر لغيرهم مهما حاول بعض التائهين وصناع الضياع والتخبط الادعاء بتصحيح المسار.