|


محمد السلوم
(الانضباط) على كيفها
2016-02-04
من الواضح أن لجنة الانضباط على كيفها لا بحسب منطوق موادها في قرارها الأخير بإيقاف لاعب النصر عبد العزيز الجبرين ولاعب الشباب رافينها مباراتين وتغريمهما عشرة آلاف ريال على خلفية ما فسر أنه عمل مشين حدث في الملعب.
والتفسير هنا بحسب الأحوال والمزاج وأقرب مثال على الاضطراب والتباين في الأحكام ما يلاحظ من ازدواجية المعايير كحالة إيقاف لاعب الأهلي حسين المقهوي مباراة واحدة والجبرين ورافينها يوقفان مباراتين مما يدفع إلى الاعتقاد بأنه إجراء لا يخلو من التعسف في استخدام مواد اللائحة حسب المزاج وربما الألوان.
ويبقى إيقاف الجبرين لافتاً للاستغراب ولاقى الاستهجان من الوسط الرياضي باعتبار أن اشتراكه مع لاعب الشعلة لا يرقى إلى تعزيز الشك في نواياه بإيذاء منافسه ويدرج ضمن أخطاء عادية تحصل في الملاعب.
والعقوبة المستحقة وفق الحالة المشاهدة وإن كانت في رأيي لا تؤشر إلى تعمد إذا سلمنا بوجوب معاقبة فاعلها اللاعب الجبرين لا تستحق أكثر من مباراة واحدة، كما أفتى بذلك من واقع اللوائح المحاميان محمد الدويش وخالد البابطين.
ويبدو أن لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم أصابها فايروس عجلة الندامة هذه المرة وهي المعروفة بتأخرها في اتخاذ قراراتها، فبعد عجلة لجنة المسابقات بنقل لقاء الشعلة والنصر إلى المجمعة ومن ثم العدول عنه بعد هدوء عمل فايروس العجلة في الدماغ.. ها هي الانضباط تتسرع في عقوبة الجبرين دون التثبت من لوائحها التي فصلت طبيعة العقوبات.
فكيف يكون الاحترام لهذه اللجنة القضائية وهي عاجزة عن فهم منطوق لوائحها وتحديد العقوبة وفق منطوق اللائحة؟ لا جواب عندي غير أن من يعمل في هذه اللجنة لا يحترم مهنية العمل القضائي الرياضي ولا يحترم أيضا عقلية الجماهير التي تتطلع إلى تطبيق العدالة والأنظمة على الجميع والتي هي أكثر وعياً من أعضاء اللجنة كما بدا من موقفها من القرار في هاشتاق الجبرين التويتري.
يبقى القول إنه فات الكثير وبقي القليل من الزمن على انتهاء فترة اتحاد منتخب انكشفت عورته على الملأ من جراء كثرة تخبطاته ولجانه في ظل نوم الجمعية العامة عن القيام بواجبها الرقابي على أنشطة الاتحاد.
ولو كان هناك جمعية حية بفكر رياضي ناضج لاحمرت عينها على أخطاء أزعجت الوسط الرياضي وتدخلت بالمساءلة والاستجواب وصولاً إلى حجب الثقة عن كل من بدر منه سلوك إجرائي يكشف ضعفه وتهاونه في القيام بواجبات عمله.
لكن الملاحظ أن لا شيء حاصل غير تصفية الحسابات في وسائل الإعلام والتظاهر بالشجاعة من الأعضاء بأن لديه موقف من آلية عمل مجلس الاتحاد السعودي ولجانه دون أن يكون هناك موقف جدي يتطلب تحركاً داخلياً من جسم الاتحاد المنتخب لمعالجة أمراضه، وساهمت مثل هذه السلبيات في استمرار الفوضى المغذية لمنسوب الاحتقان بين الجماهير الرياضية.