كلنا يتذكر موجة الحزن التي صاحبت هبوط نادي الاتفاق العريق إلى أندية الدرجه الأولى قبل موسمين والتي كانت بمثابة صدمة للوسط الرياضي.
وكنت ممن توقع في حينه أن مسألة بقاء الاتفاق ضمن أندية الأولى مسألة وقت وأنه عائد للممتاز لا محالة غير أن الذي حدث هو عجز الفريق عن الصعود وبقاؤه موسماً آخر ضمن أندية الدرجة الأولى.
ومع مضي سبع عشرة جولة من أصل ثمانٍ وعشرين جولة لا يزال الفريق في موقف صعب باحتلاله الترتيب الثامن بثلاث وعشرين نقطة وبفارق عشر نقاط عن المتصدر فريق ضمك وتسع نقاط عن الثاني فريق الباطن والثالث فريق المجزل.
ومسافة نقطية مثل تلك تعد طويلة وسط دوري تحتدم فيه المنافسة على الترتيبين الأول والثاني طمعاً في الصعود إلى دوري الأضواء، ووضع كهذا غير مطمئن بدت علاماته واضحة من خلال مركز الفريق في سلم الدوري مما يعسر التفاؤل بصعود الاتفاق إلى المكان الطبيعي الذي يليق بتاريخه واسمه بين الأندية السعودية الممتازة.
ولعل معسكر الدوحة خلال فترة توقف الدوري الحالية الذي حقق فيه الفريق فوزين على فريقين قطريين قد أتى بإضافة فنية تسند الفريق خلال منافساته المقبلة نحو تحسين وضعه في سلم الدوري رغم صعوبة موقفه.
ويجوز القول نظرياً إن فريق الاتفاق الملقب بفارس الدهناء يواجه الظلام لموسم ثالث ما لم يستثمر ما تبقى من ثلاث عشرة جولة في حصد النتائج على أمل تعثر فرق الصدارة وتبسم الحظ له بالصعود ويعود لمدينة الدمام معقل الفريق وهجها الكروي.
يبقى القول إن الزمن الكروي جارٍ على الفريق العريق وتكالبت عليه الظروف ليبقى موسماً آخر في الأولى وها هو يكافح مرة أخرى كفاح العائش على أمل ضعيف ولعل الحظ يخدمه ويكون من الصاعدين للممتاز ليعود لقاعدته الأساسية في الممتاز بين أندية الأضواء.
وتبقى إشارة أن فارس الدهناء الذي تأسس عام 1944 هو العنوان التاريخي الرياضي للمنطقة الشرقية ببطولاته وشعبيته الجماهيرية وشأنه ليس كشأن الفرق التي تهبط وتصعد فهو مختلف لعراقته ومستوياته الجميلة التي قدمها لعقود تزيد عن الأربعة خلال تواجده في الممتاز.
إذاً هو ليس فريقاً عادياً يمر حدث استمراره ضمن أندية الظل دون أن يخلف ألماً لدى محبيه فله تاريخ حافل بالإنجازات وحقق 13 بطولة أولاها عام 1965 وآخرها عام 2007 وأبرزها فوزه بالدوري عامي 1983 و1987 بهزيمة واحدة في المرة الأولى وفي الثانية بلا هزيمة كأول إنجاز يتحقق لفريق سعودي ينهي الدوري بطلاً وبلا هزيمة.
كاتب صحفي