|


محمد السلوم
أزمة علاقات في النصر
2016-01-10
ما كان لإدارة النصر أن تلجأ لطلب قرض بنكي بضمان الاتحاد السعودي لكرة القدم وهي التي لديها أعضاء من الملاءة المالية ما يمكنهم من شراء نادي برشلونة ومعه ريال مدريد أيضا لو أنها تجيد فن العلاقات العامة.
وانكشاف النصر مالياً أكثر من مرة أمام مطالبات داخلية وخارجية يؤشر في الغالب إلى خلل في الفكر الإداري والفني نتج عنه هدر مالي من جراء تعاقدات عشوائية أرهقت ميزانية النادي بلا فائد إيجابية مؤثرة.
وهذا يعني بمقاييس التقييم فشل ولنقل تخفيا ضعف مهني في استثمار موارد النادي المتنوعة في الاتجاه الصحيح خاصة في أمور التعاقدات المكلفة مع اللاعبين الأجانب.
ولم يسجل للإدارة الحالية أنها أحضرت لاعبا مؤثرا يراهن عليه في حسم النتائج والتأثير فيها، فكل التعاقدات في الماضي والحاضر لا تعدو كونها ثانوية التأثير الفني على مستوى عطاء الفريق.
صحيح الإدارة اجتهدت لكنه اجتهاد يفتقد إلى بوصلة الاهتداء الهندسي الذي يحدد دقة زوايا الاختيار في سد احتياجات الفريق الأساسي الفنية لا كما هو حاصل الآن من تعاقدات تشاهد في دكة الاحتياط.
هذا من ناحية، ومن ناحية أرى الانكفاء الإداري على نفسه دون حراك إيجابي ساهم في الحد من تدفق الأفكار والأموال الداعمة التي تملك الرؤية الكروية والملاءة المالية.
وهذا يعني أن هناك أزمة علاقات في النصر ـ ربما نفسية وربما اتصالية ـ حالت دون التفاف كبار رجاله حول الكيان ودعمه بصدور راضية ومفتوحة وسط أجواء بيئة عمل منهجية تحرض على المبادرة بالآراء ومواصلة الدعم المالي.
بيئة عمل منغلقة مثل هذه لا يمكن أن تصنع رؤية بعيدة مؤسسة على أرض صلبة تسير إلى الأمام بخطوات ثابتة وبعيون ثاقبة فلا شيء يستقيم ويصمد دون أساس متين مؤسس على علم وفن.
وحال فريق النصر بطل الدوري للموسمين الماضيين بنجوم المنصات الذهبية وبتراجعه اللافت في ترتيب الدوري هذا الموسم بعد موسمين مضيئين وفقدانه المقدرة على المحافظة على لقبه وقبله خسارته كأس السوبر وخروجه من كأس ولي العهد كل ذلك من جراء ظروفه المالية التي طالت تداعياتها كل مفاصله.
وهذا يعني أن العلة في إدارة منظومة العمل التي أخفقت في المحافظة على النجاحات وليست في أدوات العمل الفنية.
وتتطلع جماهير العالمي أن يكون لفريقها حظ في المسابقة الوحيدة الباقية التي يمكنه المنافسة ذهبياً عليها خاصة أن قرعة كأس الملك فتحت الطريق للفريق لبلوغ دور الأربعة بلا عناء.
ومع تطلع الجماهيرإلى وضع أفضل بإنهاء الموسم بذهبية كأس الملك إلا أن المخاوف باقية من استمرار آثار الأزمة المالية ومن ضروب الاجتهاد الإداري الذي كثيرا ما أخطأ وقليلا ما أصاب.
وما يغذي المخاوف أنه لا جديد حتى الآن في تحرك إداري للتواصل مع الداعمين الكبار غير طلب قرض بنكي مشروط ولا جديد في فترة التسجيل الشتوية غير الاجتهاد بإعادة لاعب برازيلي سبق تجربته في الفريق والاجتهاد أيضا ببقاء مدرب مستجد لا يعول على حيلته الفنية.
يبقى القول إن الاجتهاد هو محاولة لعمل شيء بلا ضمانات إدارية وفنية مدروسة وتتحقق منه أحياناً إصابات ناجحة مثله كما يقول المثل الشعبي (في البندق العوجاء رمية).