|


محمد السلوم
النصر للإفاقة والهلال للصدارة
2015-12-24
الأنظار ستتجه مساء اليوم الخميس إلى ملعب الملك فهد الدولي حيث ديربي الرياض المثير بين النصر والهلال ضمن المحطة الأخيرة في النصف الأول من دوري عبد اللطيف جميل في لقاء جماهيري هو للنصر للإفاقة من دوامته وتحسين صورته الفنية المهزوزة وللهلال للصدارة ومواصلة المنافسة على اللقب.
واللقاء لا يخدم النصر في حلبة المنافسة على اللقب وقد بعد عنها وبات يتطلع للحصول على الثلاث نقاط لتحسين مركزه في الدوري بين الفرق المتفرجة على صدارة التنافس المنحصرة حاليا بين الأهلي والهلال.
ومؤلم لجماهير العالمي وهي ترى فريقها البطل في الموسمين الماضيين يجاهد مع المتفرجين من فرق العدد خارج سرب أندية البحث عن اللقب وكل ما يمكنه فعله الزحف إلى الأمام لضمان مقعد آسيوي حتى لو أتى عن طريق الملحق.
فوزه الليلة على الهلال لا يخرج عن كونه فوزا معنويا وجبر خاطر لجماهيره الغاضبة من مسلسل السوءات الفنية والتصدع المنبعج في منظومته بالكامل الإدارية والفنية من سوء الإعداد والعدة منذ بداية الموسم.
ولا جديد في النصر مع نهاية الفصل الأول من مؤشرات واضحة يمكن الاهتداء بها لخروجه من دوامته التي عاودته بعد موسمين من الإبهار كان فيها العلامة الأكثر إضاءة بين فرق الدوري.
الهلال في كامل عافيته الفنية بتصدره الدوري مناصفة مع الأهلي والأخير يتقدمه في الترتيب الأول بفارق المواجهات المباشرة على خلاف منافسه النصر المتعثر فنيا باستثناء لقاء واحد صحا فيه أمام الاتحاد وأطاح به بثلاثية كانت أشبه بانتفاضة الجريح الذي يئن من الألم.
واللقاء على درجة كبيرة تهم الهلال أكثر من منافسه النصر وتكمن الأهمية في احتدام المنافسة على الصدارة مع الأهلي الذي يلعب في نفس التوقيت بجدة في لقاء قد يكون سهلا أمام القادسية وأية خسارة في خضم السباق الأهلاوي الهلالي على اللقب ثمنها قد يكون باهظا وضغطا وهما في بقية اللقاءات وقد يكون لها تأثيرها في الحسابات النهائية للدوري.
لكن رغم فوارق التماسك الفني بين الفريقين لصالح الهلال إلا أن لقاء الليلة وهجه يبقى حاضرا لقوة وحساسية التنافس التقليدي التاريخي بينهما والمؤشرات الفنية والرقمية لوحدها ليست مقياساً لحسم النتائج في كرة القدم فالأجواء المحيطة بالفريقين لها دور في تهيئة صاحب الحظ الأوفر.
ففي مثل هذه اللقاءات الجماهيرية الكبرى تتداخل الفوارق الفنية مع عوامل أخرى بحضورالحماس وجدية التحضير الفني والمعنوي وروح كل فريق للتغلب على الآخر بضغط من قوة وشدة التنافس وما يصاحبه من وهج إعلامي غير عادي.
يبقى القول إن لقاء قطبي العاصمة له طعم خاص ووهج تبلغ جاذبيته كل البيوت الرياضية داخل البلاد وخارجها وصدى نتيجته ستكون حاضرة في إيطاليا بوجود مدرب النصر (المستجد) كانافارو، وفي اليونان بوجود مدرب الهلال (المجتهد) دونيس.