تلاشت عبارات المديح التي أسبغت على أداء فريق النصر بطل الدوري في الموسمين الماضيين وحل بديلاً عنها الاستغراب من الانحدار الذي أصاب الفريق بدءاً من هزيمة الفريق في السوبر اللندني وتالياً الخروج من منافسة محلية وتراجع في ترتيب الدوري إلى المركز السابع وبخمس نقاط فقط من أربع جولات لا تليق ببطل التوالي.
وفي وقت يفترض فيه مضاعفة الجهد المبرمج من الإدارة والجهاز الفني واللاعبين للمحافظة على خط الإنجازات صاعداً بلا تقهقر حدث الكسل وحدث عجز في الأداء يؤشر في شكله الأولي بعلامات حمراء تنذر بالتحرك السريع لموجهة أمر واقع ومكشوف يحتاج إلى معرفة الأسباب لمعالجة النتائج لا إلى (فهلوة) المتخبطين على قرع النتائج.
ولا تجاوز وأيضاً لا (مكابرة) في هذا الرأي على عمل العاملين إن بقي الحال الفني والإداري الملاحظ على وضعه دون إصلاح يؤسس لتناغم المنظومة الإدارية مع الفنية في بيئة عمل منتجة ومحفزة على العطاء.
فالفريق لا ينقصه النجوم بقدر ما ينقصه الغذاء الروحي في المقام الأول وهو المحرك التفاعلى نفسياً وذهنياً وفنياً والإدارة قد جربت التفعيل وحصدت نتائجه المبهرة في الموسمين الماضيين وجربت الاجتهاد المتخبط وتراكم الاستحقاقات المالية ودفعت ثمن سوءاته على مدى السنوات الثلاث الأولى للإدارة الحالية.
والنصر بلا غذاء روحي كما هو ملاحظ على حركة اللاعبين من فوضى انضباطية نتيجة سبب يعرفه الإداري والكلام هنا لا يعطي بعداً تشاؤمياً على الإطلاق عن حالة العالمي وإن كانت مؤشرات البداية تحدثت على أرض الواقع عن ذلك.
واللاحق بالمنافسين على الصدارة في حكم المتاح والدوري لا يزال يكتب أحرفه الأولى واتساع الفارق بين النصر حامل لقبي الموسمين الماضيين والمتصدر الهلالي إلى سبع نقاط لا يعد تعجيزاً يعسر حركة الفريق في الجولات القادمة متى ما صحح الوضع فلا ضمانات في كرة القدم تمنح المتصدرين بلوغ غايتهم في مشوار طويل يقبل التعويض لمن تعثر في البداية.
ولـ(الأمل بقية) ويبقى الرهان على مسابقتين متبقيتين محليتين بالإضافة إلى مسابقة أبطال الدوري الآسيوي والشكل الفني للفرقة النصراوية قياساً على مؤشرات الأداء الماضي نفسياً وفنياً لا تدفع إلى الاعتقاد بأن ثمة انتفاضة فنية قد تشهدها اللقاءات القادمة ما لم يحدث تصحيح منهجي.
الإدارة النصراوية وتحت ضغط الجماهير ومنها شريحة لا ترى العيب كله إلا في المدرب تجاوبت واستغنت عن الأوروجوياني داسيلفا والمدرب الجديد القادم قد يحل به ما حل بداسيلفا من غضب جماهيري إن عمل في نفس الأجواء التي عاشها داسيلفا.
يبقى القول إن داسيلفا مدرب اجتهد لكن ليس كل اجتهاد يتفق وكل مرحلة بمستجدات ظروفها مما يعني أن الوضع في النصر لن ينقذه الشاب الإيطالي كنافار وبنجوميته في الملاعب وبخبرته التدريبية المحدودة وتوفر النجوم (المقال كتب قبل الإعلان الرسمي بالتعاقد معه).
وهذا يعني أن الأمر مرهون بأجواء العمل تتوافر فيها مقومات النجاح في بيئة احترافية ترسم وتنفذ وفق معادلة التناغم المحفزة بين المنظومتين الإدارية والفنية.
وتبقى إشارة باستثناء النجمين خالد الغامدي وعمر هوساوي فإن حسين وحسين وكلاهما أدركهما الزمان ولم يبق فيهما غير الحماس الأول انفعالاته تضر منظومة اللاعبين والثاني هفواته تطيح بالفريق ومرمى الفريق يعبر عن حالة السوء الدفاعية.
ولعل المدرب الجديد يجد الحل العاجل في ترميم الدفاع وقد اشتهر الطليان برهانهم على قوة الخط الخلفي كخط أمان وقد يجد في عكاش ما يعوض عن حسين وفي الجبرين المتألق ما يكشف فيه صلابة المدافع القدير عوضاً عن البحريني حسين.