ذكرت في مقال سابق قبل أعوام أن الخروج الهلالي من الآسيوية ليس خبراً لتكرار حدوثه كل موسم كروي آسيوي على مدى عقد ونصف، وإنما الخبر الذي لم يحدث بعد هو بلوغ ما تأمله جماهيره باللعب في المونديال العالمي لأبطال القارات.
وأول أمس في دبي في لقاء الإياب في نصف النهائي الآسيوي تكرر المشهد وخسر الأزرق بثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد أن كان على أعتاب النهائي القاري والعالمية وبقي الزعيم وجماهيره رهن (المحلية) في انتظار الموسم الآسيوي المقبل لتكرار المحاولة .
ومع كل هذه الصدمات الآسيوية المتكررة وعلى التوالي يجوز القول إنها أسست للهلال تقويماً خاصاً يحمل اسم المناسبة التي لا تنسى من الذاكرة الهلالية لشدة وقع ألمها على الفريق وأنصاره في مسعاه الموسمي لتجاوز حدود القارة الصفراء.
من هنا وبحسب أحداث التاريخ ونتائج الملاعب التي أخرجت الزعيم من المسابقة يمكن القول إن تقويم الهلال الآسيوي مر بمحطات، فهناك عام الشارقة، وعام العين، وعام الوحدة، وعام السد، وعام لخويا، وعام أم صلال، وعام ذوب آهن الإيراني، وعام اتحاد جدة، وعام أولسان، وعام الغرافة، وعام سيدني، وعام أهلي دبي.
والهلال وقد جاهد محاولاً على مدى عقد ونصف ولم ينجح لبلوغ ما بلغه النصر العالمي عميد أندية آسيا العالمية ووصيفه المونديالي الاتحادي فإن فرص البلوغ قائمة في الموسم الآسيوي المقبل متى ما لعب بارتياح وتعامل مع الحدث الآسيوي كلقاءات كرة قدم ودون ضغوط إعلامية وجماهيرية وإدارية، تنظر على أن هذه المسابقة كما لو أنها ستكتب تاريخ الهلال من جديد.
يبقى القول إنه لا يمكن إرجاع خروج الزعيم المحلي من الآسيوية إلى عجز مهاري في لاعبيه وهو الحائز على بطولتين محليتين هذا الموسم، وإنما لعو امل نفسية متراكمة لا تظهرعلى أداء الفريق سوى في المنافسات الخارجية الأمر الذي يفرض البحث عن أسباب تراخي مفاصل اللاعبين خارجياً وصلابتها محلياً.
وإن كان هناك من ملاحظة هذا الموسم أثرت في الشكل الفني على أداء الفريق الهلالي الطريقة العقيمة الخالية من الحيل الفنية الذكية التي تتطلبها اللقاءات الحاسمة التي يلعب بها مدربه اليوناني جورجيوس.
وكل ما يجيده من خلال ملاحظته في كل اللقاءات التي قاد الهلال فيها محلياً وآسيوياً الجانب الدفاعي بطريقته الخماسية والاعتماد على ضغط الخصم وتضييق خياراته في تمرير الكرة معتمدا على مهارة لاعبيه.
ومثل هذه الطريقة لا تكون فعالة في حسم النتائج المفصلية بحضور تخطيط متقن من مدرب الفريق الآخر بقدر ما تكون شكلاً فنياً للجماهير بأن فريقهم يبذل جهدا في الملعب بملاحقة حامل الكرة في كل مكان.