إن شرعت إدارة النصر في إلغاء عقد المدرب الاورجوياني داسيلفا (المقال كتب ليلة الإثنين) فقد استجابت لرأي شريحة كبيرة من جماهير العالمي بكرت في إعطاء رأيها الفني عن المدرب الذي عجز عن استثمار إمكانات اللاعبين.
داسيلفا انكشف اعتبارا من سوبر لندن وبدا عليه التخبط في كل مباراة يواجه فيها الفريق حرجا في أرض الملعب كما حدث في الجولة الاولى والثانية وبان منكشفا أكثر من أي وقت مضى في المحطات الكبيرة كما حدث في كلاسيكوالأهلي والنصر مساء اول امس في جده.
اللقاء كما هو معلوم انتهي بهزيمة ثقيلة للعالمي قوامها أربعة أهداف مقابل هدفين كان للرسم الفني والدفع بحارس في فترة نقاهة طبية والتغيرات العمياء مساهمة كبيرة فيها بالاضافة الى العامل النفسي الواضح على اللاعبين لاسباب غير فنية.
وهذه الأسباب غير الفنية مردها إلى حالة من الاحباط النفسي المعنوي نتيجة تعرض اللاعبين والجهاز الفني ايضا الى ما يمكن تسميته بالاضطهاد الاداري من جراء عدم الالتزام بدفع حقوقهم في موعدها وفق شريعة المتعاقدين من رواتب وغيرها من متأخرات شكلت كابوسا جاثما على تفكير اللاعبين أخل بتوازنهم في الملعب.
اذا داسيلفا ليس كل المشكلة وسبق ان افصح في صحف بلاده ان الوضع في النصر غير مريح واشار صراحة الى موضوع تأخر الرواتب والمستحقات وكلام داسيلفا اراد منه تبرئة ساحته من الحالة الفنية السيئة التي يمر بها الفريق ومع ذلك فهو جزء من المشكلة وتحديدا الفنية .
والثابت الملاحظ في المعادلة الفنية النصراوية ان الفريق بحاجة لتفعيل خطوطه فنيا ولا اظن ان داسيلفا من يملك المقدرة على رسم ذلك بعد ان بان ضعفه في التعامل مع اجواء اللقاءات وكما قال النجم الاسطوري ماجد عبد الله في حديث سابق للاعلام ان النصر (يحتاج الى مدرب تكتيك) وهو مالا يتوفر في داسيلفا وفق ما أبانه الواقع على أرض الملعب.
اذا قبل القفز الى النتائج وتحميل المدرب كل التداعيات التي يمر بها الفريق فان الحكمة المجربة تقتضي تحديد الأسباب والتعامل معها نحو إخراج الفريق من هذا النفق الذي قد يستمر فيه مالم تشخص الأسباب وتعالج بضواط تمنع تكرارها.
ومتي ما توفرت ادوات العمل الاحترافي الذكي اداريا وفنيا للعالمي فهو قادر بسرعة على استعادة وهجه وحصد النقاط والمجال طويل في سباق الدوري لتصحيح الأخطاء ومتى ما ظهرت بوادر تصحيح يمكن القول إن الفريق النصراوي في حالة فنية طيبة وقادرعلى الدفاع عن لقبه بالمضي بقوة في الموسم الجديد الذي لم يمض منه سوى اربع جولات وبقيت اثنتان وعشرين جولة.
وعلى من يجلس على كراسي العمل في النادي الا يعتبر نفسه بطلا بالاعلان عن إلغاء عقد المدرب ان فعل ذلك وقد يكون فعل وتخلى عن المكابرة بل عليه ان يعرف تماما انه اتى للعمل في كيان كبير يتطلب عملا احترافيا بكامل أدوات تحقيق نجاحه المالية والادارية.