|


محمد السلوم
عاد الدوري توقف الدوري
2015-10-15
إذا أردت أن تعرف مؤشرا أولياً على احترافية أي اتحاد كرة قدم في العالم دون أن يكون لديك علم عن إمكانات من يسيره فلا تذهب بعيدا وتبحث في التفاصيل عبر محرك البحث جوجل أو أي محرك آخر عن منهجيته.
الأمر في غاية البساطة للدلالة على مؤشر من مؤشرات العمل، كل ما عليك لتكوين صورة مبدئية تؤشر إلى جودة عمله من خلال الاطلاع على حبكة روزنامة نشاطاته في كرة القدم.
هذا المؤشر السهل القياس في تحديد مؤشر الجودة يوضح لك منهجية العمل وعما إذا كان يسير على سستم الماضي بكثرة التوقفات المبرمجة بإطالة غير مبررة وغير مبرمجة، وإصدار الجداول بالتقسيط على مرحلتين أو أنه جدول تفاعلي مبرمج على مدة واضحة المعالم قد تمتد إلى أكثر من موسمين رياضيين.
أي أنه جدول مدروس ينسجم مع متطلبات العصر رياضيا واستثماريا لا ضرر ولا ضرار منه على المنتخبات الوطنية والفرق والمستثمرين كما هو حاصل في روزنامات دول التقدم الكروي وتحديدا في غرب أوروبا.
لدينا تصدر الجداول وكأن كرة القدم في معزل عن النشاطات والخطط التسويقية والترويجية التجارية الأخرى التي تبنى على صدور الجداول الرياضية، يعني أن من يقوم على هذا العمل كما لو في رأسه أن كرة القدم مجرد لعبة بالأرجل وليست صناعة ينفق عليها عشرات الملايين ويستثمر في سوقها بالملايين أيضا.
ولدينا ما هو مكروه عند الرياضيين عامة من تكرار عبارات (عاد الدوري، توقف الدوري) وكأن نشاطات كرة القدم خارج دائرة الاحتراف وتقع في دائرة الهواة .. نعم لم يتغير شيء ملموس قبل انتخاب اتحاد القدم وبعده، باستثناء أن المعسكرات الطويلة للمنتخب خارج البلاد قد تقلصت مدتها.
وهذا الاستثناء في تقليص مدة المعسكرات الخارجية للمنتخب لا يمكن تصنيفه أنه تقدم في الفكر التخطيطي أو أنه خطوة مشجعة للأمام بقدر ما نسيمه واقعاً فرض نفسه.
يبقى القول إن الحكم على منهجية الاتحاد السعودي لكرة القدم من خلال مؤشر جدولته لنشاطات كرة القدم للموسم الجاري وجدول الدوري الذي ولد نصفه والنصف الآخر لاحقاً لا تؤشر على أن من يديره في هذا الصدد تحديدا من الفالحين.
فالجدولة المتقنة المعلنة بحسابات رياضية وجماهيرية واستتثمارية لموسم كامل على الأقل مؤشر مهم على جودة واتقان وبرمجة العمل وهو ما ليس موجودا في عمل اتحاد القدم.
وتبقى إشارة سريعة حول محطات التوقف التي لا تخلو من التخبط في توسيع مدتها فقد دخلت أندية دوري عبداللطيف جميل أولى فترات التوقّف الإجبارية خلال الموسم الجاري بعد الجولة الثانية من 29 أغسطس إلى 17 سبتمبر لحساب المنتخب.
بعد الجولة الثالثة التوقف الثاني ولمدة 25 يوماً لحساب موسم الحج واستحقاقات الأخضر.
ومازالت التوقفات مستمرة وبمدد غير متساوية، فبعد الجولة الرابعة التي ستنطلق غدا الجمعة هناك توقف لمدة 12 يوماً وبسبب آخر لإقامة دورة الألعاب الخليجية في الدمام.
والتوقفات مستمرة ولن تكون الجولة الرابعة وما بعدها من توقف هي خاتمة التوقفات الطويلة المزعجة للأندية والمخلة باستعداداتها الفنية.