|


محمد السلوم
التحكيم يظل شبحاً
2015-08-13
ما لم يكن حدث تطور في أداء حكام كرة القدم بعد فراغهم من معسكرهم في التشيك وتلقيهم العديد من المحاضرات بالإضافة إلى تمارين الرياضة واختبارات الجهد والحضور الذهني فإن التحكيم سيظل شبحاً وهماً على الأندية وجماهيرها.
وتجارب المعسكرات السابقة في تركيا وغيرها لا تعطي اطمئناناً بأن ثمة تطور قد يحصل ما لم يكن حصل تطورات تعالج الأخطاء السابقة الفادحة التي تضرر منها الكثير من الأندية إلى درجة أن أغلبها يفضل الحكم الأجنبي على المحلي في قيادة مواجهاته مع الغير وخاصة تلك المواجهات المؤثرة في نتائجها لفرق الصدارة والمؤخرة.
لجنة الحكام وفق ما يشهد به الواقع على أرض الملاعب أضعف من أن تحدث حركة إيجابية متطورة على أداء الحكام فالأخطاء مكررة نتيجة بقاء أدوات العجزعلى التطوير في مكانها ولإحداث نقلة نوعية في أداء الحكام وجدية في تطبيق الأنظمة فإن الأمر يحتاج إلى مرشد تحكيمي قادر على فرض النظام وإيقاف الفوضى في أداء الحكام.
ولعل استعانة الاتحاد السعودي لكرة القدم بالخبير التحكيمي الإنجليزي هارود ويب وفق منطق البرمجة لا وفق (المنظرة) من باب إبراء الذمة، إن ثمة عمل يبذل لتطوير أداء الحكام وحتى اللحظة لا نعلم ماذا في رأس الحكم الانجليزي من خلفيه تتيح له وضع البرامج المناسبة للتطوير؟.. لكن يبقى الأمل في حدوث تطور.
فالأندية التي تعاقدت مع لاعبين كلفوا خزائنهم ملايين الريالات وأقاموا المعسكرات في الخارج يتطلعون إلى جو رياضي صحي وسط تنافس رياضي محكوم بالقوانين وخال من الأخطاء المؤثرة التي تنسف مجهوداتها.
فلم يعد من المقبول (بلع) الأخطاء الكبيرة وكل الأخطاء المؤثرة مرفوضه فلا يعقل أن تدفع الأندية عشرات الملايين لتطوير أدائها والمنافسة على بطولات الموسم ثم يأتي حكم متوضع يهدر بسوء عمله تلك الجهود دون أن يدفع المخطئ الثمن.
ففي الوقت الذي تتحسرالأندية وجماهيرها على ضياع جهودها بسبب أخطاء تحكيميه مؤثرة نرى اللجنة وكأنها تكرم حكامها المتواضعين بايكال لقاءات لهم وكأن مآسي الأندية لا شيء بدلا من محاسبة المخطئ وفق حجم الضرر الذي ألحقه سوء عمله بالآخرين أو إبعاده عن التحكيم نهائيا.
ومن يعتقد أن النقاد ووسائل الإعلام تكثر الحديث عن التحكيم لمجرد الكلام فقط فقد أخطأ، فالحديث المتواصل عن التحكيم يتناسب طردياً مع أخطاء الحكام التي حدثت في الموسم الماضي وما قبله ومتى ما قلت الأخطاء سيوازيها أيضا كلام أقل عن التحكيم إلى أن يبلغ العمل مرحلة تستحق الثناء ونقد التحكيم سيستمر حتى يستقيم أمره.
يبقى القول كما كررت في مقالات سابقة والكل يكرر الأمل والتفاؤل بوضع أفضل في الموسم الجديد الذي شارف على البدء في تصحيح الوضع التحكيمي، ولعل معسكر الصيف في التشيك يكون مفيداً لمعالجة تدني مستوى الحكم السعودي بوجود الخبير الإنجليزي ويب.