بعد تسجيل النصر هدفه في الشوط الأول الإضافي كانت كل الأمور تسير لصالحه وحاصر الهلال بعدد من الفرص الضائعة طيلة الشوطين الإضافيين وفي لحظات قرب تتويج النصر بطلاً للكأس خطف الهلال تعادلاً ثميناً في الدقيقة 119 وسط صدمة لجماهير العالمي وفرحة هستيرية لجماهير الزعيم.
أطلق الحكم صافرته بعد انتهاء الوقت الإضافي والتعب ورطوبة الجو قد بلغت مبلغاً عند اللاعبين بعد مباراة ماراثونية طابعها حذر لكنها كانت جميلة وزادها جمالاً ذلك الحضور الجماهيري الكثيف من أنصار الفريقين، كما لو أن اللقاء في الرياض معقل النصر والهلال وليس في جدة.
لقد حكمت ضربات الحظ بتتويج الهلال بطلاً لكأس الملك بعد أن أضاع شايع شراحيلي الضربة المرجحة الخامسة مساء أمس الأول في كرنفال جميل رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وتوج البطل بالذهب والوصيف بالفضة.
ويجوز وصف اللقاء في نهائي الذهب بين النصر والهلال في كلمات معدودة تلخص واقع مجرى المباراة بالقول (دقيقة وحظ توجا الهلال بالذهب).
كل التهاني للهلال وجماهيره، وقد صاد في آخر المطاف بطولة هامة هو في أمس الحاجة المعنوية لها وضعته ضمن الأندية الذهبية هذا الموسم بعد الأهلي بطل كأس ولي العهد والنصر بطل دوري عبد اللطيف جميل.
واللافت والملاحظ بعد اللقاء أنه لا موجات للغضب عقب الخسارة النصراوية بضربات الترجيح، فالغالبية من جماهير العالمي سلمت بالنتيجة التي آلت إليها المباراة ولم يلاحظ في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة في تويتر أية ردة فعل عنيفة على الخسارة.
وإن كان هناك من لام الدفاع وحارس المرمى في تأخرهم في إبعاد كرة هدف الدقيقة 119 وكلام عابر عن المدرب داسيلفا في سوء تقديراته في التغيير في اللحظات الأخيرة وإشراكه عمر هوساوي في الظهير الأيمن وهو لاعب قلب الدفاع المعروف رغم وجود شايع شراحيلي البديل الجاهز للنجم الغائب عن اللقاء للإيقاف خالد الغامدي.
يبقى القول إن من حصد الذهب في موسم كروي طويل هم ثلاثي الصدارة في ترتيب دوري عبد اللطيف جميل، مما يعني الملاءة الفنية والاستحقاق لهم دون غيرهم على اعتبار أن الدوري هو المحك الحقيقي لصلابة أي فريق وقدرته في المضي مسافات طويلة تقاس بالأشهر وليس بالأيام كما في مسابقات خروج المغلوب التي يدخل الحظ طرفاً فيها.
وقد حدث وحضر الحظ كما حصل ليلة أمس الأول الجمعة على ملعب مدينة الملك عبد الله بجدة، وكذلك تكرر قبل ذلك بخروج الأهلي بضربات الحظ أمام فريق القادسية القادم إلى الممتاز من الدرجة الأولى.