محمد السلوم
طهران مطبخ الشر
2015-04-12

أن تحدث استفزازات بين الرياضيين قولاً أو حرفاً أو حركات أيضا في الداخل ذاك أمر متعود عليه ولا يخلف أية تداعيات خطرة تضر بالفرق في وسطنا الرياضي كونه يدرج ضمن الأشياء السلبية العابرة تسخن في حينها وما تلبث أن تبرد.

لكن أن يوظف الاستفزاز خارج الحدود وفي طهران مطبخ الشر الداعم للإرهاب والتمرد وإثارة الفتن بالمنطقة في وقت تموج الأحداث العسكرية والسياسية من حولنا فذلك هي الشجاعة المتهورة في غياب الحكمة التي تقرأ الأحداث جيدا وعواقبها.

ومن الواضح أن إدارة النصر باختيارها للطاقم الجيشي للعب أمام بيروزي في طهران عصر الأربعاء الماضي ضمن البطولة الآسيوية لأبطال الدوري في جولتها الرابعة.. لم تحسن قراءة الموقف وهي التي لها باع من الخبرة يزيد على العقد في المجال السياسي بفرضها هذا اللباس على الفريق ولمباراة في طهران معقل الملالي المتشددين وأنصارهم من الغلاة الكارهين لدول الخليج.

تصرف من هذا النوع فسره الإيرانيون على أنه استفزاز متعمد على أرضهم وجيشوا جماهيرهم التي فتحت لها بوابات الملعب مجاناً ولم يعيروا الاتحاد الآسيوي المنظم أي اهتمام وتكالبت الضغوط على لاعبي النصر الذين واجهوا لاعبين محتقنين وظهر ذلك في خشونتهم مع لاعبي العالمي، وجماهير لم تبق شيئا من سقط الكلام إلا وقالته، والمحصله استفزاز خلف خسارة وإصابات.

المبارة انتهت بفوز الفريق الإيراني بضربة جزاء يكاد يجمع من شاهدها على أنها هدية من الحكم الصيني نيج ما الذي هو الآخر تأثرمن الضغوط الجماهيرية الإيرانية.

وكما يعلم الجميع أقيمت المبارة في ظل أجواء سياسية غير عادية بين الرياض وطهران والأخيرة تئن ألماً مع كل عملية عسكرية تشنها عاصفة الحزم بقيادة سعودية على معاقل الانقلابيين المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران والموالين لها فكراً وتبعية ومليشيا من المرتزقة التابعين للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.

يبقى القول إنه كان حرياً بإدارة النصر ألا تزج بفريقها في أجواء سياسية مشحونة وهو يرتدي القمصان الجيشية، صحيح أنه دعم لعاصفة الحزم لكن الجانب الإيراني يراها استفزازا متعمدا على أرضه خلّف ردة فعل همجية بعيدة عن الروح الرياضية دفع ثمنها الفريق النصراوي.

فقد واجه استفزازا غير مسبوق من 120 ألف مشجع إيراني ازدحم بهم ملعب أزادي، كما انعكس الوضع على الملعب وتعامل لاعبو بيروزي بخشونة وعنف نتج عنها خروج لاعبين مصابين هما أحمد الفريدي وخالد الغامدي وكدمات طالت معظم اللاعبين في ظل تساهل الحكم الصيني ومجاملته أو خوفه من أهل الأرض.

العنف في المدرجات والملعب في لقاء النصر بلغ ذروته، وما كان له أن يبلغ ذلك لو ذهب النصر بطاقمه المعروف دون إقحام الرياضة في أشياء أخرى خاصة وأن فريق الشباب لعب قبل النصر بطهران في ظل هذه الأجواء ولم يلق عنفاً وهيجاناً جماهيرياً بذيئاً كما لقي الفريق النصراوي بلباسه الجيشي.