حسابياً ونظرياً على الأرجح خارطة الدوري قد تتغير في سلم ترتيب دوري عبد اللطيف جميل ولن تبقى كما رسمت في الجولة التاسعة عشرة في نصفها الأول والأخير، فأحداث الجولات السبع القادمة الساخنة كل في همه تنبئ بتنافس شرس بين كل الفرق قد تعيد صياغتها من الأول وحتى الأخير.
فلا مسافات آمنة بين المتصدر النصر والأهلي ملاحقه، ولا بين الثالث والسادس أيضا، كما أن الترتيب من السابع وحتى الأخير متقارب نقطياً ومن يقع فيه باقٍ في دائرة شبح الهبوط لدوري الدرجه الأولى وإن كان فريق التعاون بترتيبه السابع وابتعاده عن الثامن بست نقاط قد لامس قارب النجاة.
تلك حسابات افتراضية قابلة للحدوث على أرض الملاعب، فلا شيء في كرة القدم محصن مهما كان الوزن الفني للفريق ثقيلا حتى المنطق لو حضر بكل معطياته الفنية وأشر في سلم الدوري وحدد البطل ووصيفه وبقية مراكز الفرق الأخرى إلا أنه يبقى في مجال التوقعات لا المسلمات.
إذاً البطل ووصيفه والهابط ورفيقه الكل في الملعب من الأول وحتى الأخير والصراع على إحدى وعشرين نقطة باقية في رصيد الدوري قد تعيد صياغة سلم الدوري ومتاحة لمن يتفانى للحصول عليها.
وبعيدا عن الحسابات القابلة للحدوث إلا أن المنطق بمعطياته الفنية والرقمية يؤشر إلى صعوبة تقبل أن النصر لاعتبارات فنية قد يخسر صدارته والمحافظة على لقبه وهو يملك كل المفاتيح الرقمية والفنية وله لقاء قريب في الجولة القادمة على أرضه مع منافسه الأهلي ومتى ما أجهز عليه فذلك إضعاف لطموحه لحد اليأس من المنافسة.
وفوز النصر في الرياض على الأهلي أيضا إن حدث لا يعني الحسم المبكر للقب الدوري خاصة وأنه سيقابل تالياً الاتحاد والهلال والشباب وهم من فرق الوزن الثقيل وإفلات النصر منهم أو بعضهم ليس بالأمر السهل.
وتعثر المتصدر ووصيفه في القادم من اللقاءات أمر وارد ..لكن لا يمكن أن نشطح ونتوقع أن هناك طرفا ثالثا قادما من الخلف سيخطف الصدارة واللقب في نهاية موسم جميل.
والتباعد النقطي بين الثاني والثالث لا يؤشر بقدوم منافس للنصر والأهلي على لقب الدوري هذا الموسم ولا ارتخاء متوقع في صفوف العالمي والراقي ينبئ بحدوث ذلك والعد التنازلي لنهاية الموسم بدأ.
يبقى القول ومن هنا ووفق وضع سلم الترتيب فإن العيون ستتركز على النصر والأهلي في الجولات القادمة، فكل لقاء سيخوضه كل منهما هو أشبه بنهائي والتفريط في نتائجه ثمنه سيكون مكلفاً.
والنصر وهو المرشح الأقوى بحظوظه الفنية والمتميزة بفارق خمس نقاط عن منافسه الأهلي على ما يبدو من لقائه الجدي الأخير مع العروبة في الجوف ودفعه باللاعبين الأساسيين قد اعتبر واتعظ من تدوير اللاعبين وتنبه لخطر المجازفة بالاحتياطيين (الفريق الرديف) على نتائجه.
إذ بقية الدوري نصر وأهلي وسيستقطبان التركيز بكامل مشهده الجماهيري والإعلامي في كل لقاءاتهما القادمة وبدرجات أقل مع بقية الأندية ما بين من يحاول تأمن مقعده في مركز متقدم طمعاً في المشاركة الآسيوية في الموسم المقبل، وبين من يجاهد للابتعاد عن شبح الهبوط للأولى.