|


محمد السلوم
فوضى (ساف)
2015-03-01

المتابع لما يجري في الاتحاد السعودي لكرة القدم (ساف) على خلفية ترشيح رئيسه أحمد عيد لعضوية اللجنة التنفيذية بالاتحاد الآسيوي والخلاف بين الجمعية العامة ومجلس إدارة الاتحاد حول آلية الترشح يلمس أن فوضى (ساف) تجاوزت الشكليات حول الإجراءات بلوغا إلى التناحر واستعراض العضلات.

مما يؤشر إلى تنافس لا تناغم بين أعضائه سيؤدي في نهاية المطاف إلى شلل شامل وصولا إلى مرحلة خيارها الوحيد التصويت على حل الاتحاد أو عاصفة استقالات تسقطه نظاماً وتكليف لجنة مؤقتة لتصريف الأعمال ريثما ينتخب اتحاد جديد.

ترشح أحمد أول الإشارات الملتقطة بقرب دفن الاتحاد المنتخب بعد مضي عامين على انتخابه والأرجح أن عيد سيقدم استقالته بعيد فوزه في انتخابات اللجنة التنفيذية التي ستجرى في البحرين في الثلاثين من الشهر الجاري على هامش المؤتمر السنوي للاتحاد الآسيوي.

وهذا يعني أن مقعد اللجنة التنفيذية بمثابة الغطاء الذي يحفظ لعيد اعتباره وهو المهدد بحجب الثقة عنه من قبل الجمعية العامة للاتحاد السعودي التي ترى في ترشيحه من قبل مجلس إدارة الاتحاد بأنه خارج إطار الأنظمة واللوائح.

والواقع الملموس منذ انتخاب الاتحاد السعودي لكرة القدم غياب التناغم وحضور التنافر بين أعضائه إلى أن بلغ مرحلة من الهوان والهشاشة وهذا أمر متوقع أفرزته آلية الانتخاب التي أوصلت أعضاءه للكراسي وما بني على هشاشة سيتآكل سريعا وهذا هو حال اتحاد عيد في مأزقه بعد عامين على انتخابه.

والهشاشة التي بني عليها الاتحاد انطلقت من الأندية التي رشحت من يمثلها، لاحظوا رشحت ولم تنتخب وهذا يعني دخول العواطف والولاءات على حساب الكفاءات ويفترض أن تنطلق الآلية من الأندية بلغة صندوق الاقتراع .

بمعنى أن تجرى انتخابات في الأندية لاختيار ممثليها يكون للجماهير دور في الاختيار من بين المتقدمين الذين لا تقل مؤهلاتهم عن الشهادة الجامعية مع خبرة مشهودة في المجال الرياضي وألا يقل عدد المقترعين عن ألف كحد أدنى من جملة عضوية النادي.

هنا سيكون الفرز لصالح الكفاءة لأن المقترعين سينتخبون الأفضل وليس لصالح الولاء كما هو معمول به والنتيجة ازدحام مجلس إدارة (ساف) وجمعيته العامة بمشجعين أكثر مما هم أهل علم وفن.

والحالة التي عليها اتحاد كرة القدم من العجز والهوان تؤكد فشل ترشيحات الولاء إذ بلغ كراسي الاتحاد مجموعة كل همهم الولاء لألوانهم الرياضية وليس من بينهم في الغالب ما هو مؤهل للتعامل مع الأنظمة والقوانين بدليل أن النظام الأساسي لم يصدر بعد.

يبقى القول واتحاد كرة القدم في وضع مترنح وأن المرحلة المقبلة على اعتبار أن اتحاد عيد يلفظ أنفاسه الأخيرة تتطلب رؤية جديدة في آلية الانتخابات تضمن وصول الكفاءات لا المشجعين ولن يتم ذلك إلى بتوسيع دائرة الاختيار بحيث تجرى انتخابات لاختيار من يمثل الأندية وهم الأهم بدلا من الإجراء الحالي بالترشيح الذي أوصل (خويا الرؤساء) إلى مقاعد (ساف).

كما أن اللجوء إلى طريقة القوائم المتكتلة المتنافسة على المقاعد ربما يكون مناسباً لبلوغ قائمة متناغمة تنفذ برنامجها خير مما أفرزه الوضع الحالي من تنافر عطل أعمال الاتحاد السعودي لكرة القدم نتيجة وصول شريحة من المشجعين بين الأعضاء لا يختلفون عن حملة الطبول في المدرجات.