|


محمد السلوم
الأخضر اخضر وانتعش
2015-01-15

تخلص مدرب المنتخب السعودي الروماني كوزمين من قناعاته المستديمة المعروفة عن نهجه الكروي الدفاعي باللعب بمهاجم واحد ودفع أمس بمهاجمين نشطين في خط المقدمة وكانت النتيجة فتاكة وجنى الفوز على منتخب كوريا الشمالية بأربعة أهداف مقابل هدف ضمن المجموعة الثانية لتصفيات أمم آسيا.

المنتخب السعودي الأول انتفض على ظروفه التي أحاطت به بعد خسارته اللقاء الأول الافتتاحي من الصين وما تلاها من أقاويل عن تمرد لاعب وتلاسن آخرين وسط غياب معلن للحقيقة، مثل هذه الأقاويل التي تركت الاجتهاد يأخذ أبعادا في زوايا مختلفة ملونة بألوان الولاء لكل نادٍ ويفترض من إدارة المنتخب أن تعلن الحقيقة كما هي لوقف دابر الاجتهادات والتكهنات.

على أية حال هذه هي الحال وتدرج ضمن سلبيات ليست قليلة أحاطت بتحضيرالمنتخب لموقعة كروية هامة، وبعيدا عن الخوض بما لا ينفع في هذا الوقت الحساس والدقيق.. الأهم حصل والأخضر اخضر وانتعش أمس وجدد آماله في البقاء في ميدان المنافسة وينتظر لقاء الأحد المقبل أمام المنتخب الأوزبكي ويكفيه التعادل لمرافقة الصيني إلى دور الثمانية.

نجوم الأخضر نجحوا في تحييد منتخب كوريا الشمالية وإخراجه من المسابقة بالهزيمة الثانية وبرباعية وضعته في عداد قائمة المنتخبات التعيسة التي هزمت بالأربعة والتي خرجت من المسابقة كالمنتخب الكويتي والعماني من المجموعة الأولى بحسم التأهل لصالح أستراليا وكوريا الجنوبية.

وعزز الأخضر حظوظه بقوة لخطف أي من البطاقتين وتبقى مباراته الأخيرة أمام أوزبكستان التي خسرت أمس من الصين بهدفين لهدف هي الحسم فوزا أو تعادلا.

ورغم الفوز السعودي المستحق على الفريق الكوري الشمالي الذي بدا من خلال اللقاءين أنه الحلقة الأضعف في المجموعة الثانية إلا أن الملاحظ على مدرب الفريق كوزمين أن عينه لم تبلغ دائرة الاتساع الفني بعد وهو يرى خط وسطه يفتقد إلى اللاعب الماهر لصناعة اللعب بدقة مريحة تغني عن الركض الطويل والشاق للاعبين داخل الملعب.

ولا عذر لكوزمين إن بقي على نهجه محتفظاً بتشكيلته في خط الوسط وهذا لا يعني الإقلال من مستوى لاعبين بذلوا في مباراة الأمس جهدا مقدرا لكن الحاجة إلى لاعب مقتدر في صناعة اللعب أمر فني وحيوي يفرضه اللقاء القادم والحاسم مع منتخب أوزبكستان الذي لايقارن من حيث مقدرته الفنية بالكوري الشمالي المتواضع.

فالفريق الأوزبكي يمتكلك ميزات القوة والانتشار المنظم والتسديد القوي على المرمي وسيندفع مهاجماً بقوة مما يتطلب وجود النجم يحيى الشهري وهو القادر أكثر من غيره في استغلال فجوات اندفاع الأوزبكي في رسم تمريرات متقنة خلف دفاع الخصم للمهاجمين كما أن خبرة تيسير في مباراة حاسمة مطلب بجانب الشهري في صناعة اللعب.

وعلى الأرجح أن كوزمين سيدرك هذه الناحية بحكم مقدرته وحسن قراءته من خلال مشاهدته للفريق الأوزبكي كما أدرك الإيجابية المؤثرة لميزة اللعب بمهاجمين بارعين هما محمد السهلاوي الذي سجل هدفين ونايف هزازي الذي هو الآخر سجل هدفا وأكمل نواف العابد الرباعية من ضربة جزاء.

يبقى القول وقد تنفست جماهير الأخضر رائحة المنافسة بعد أن كان شبح الخروج المبكر يخيم قبل لقاء أمس وبات الأمل يتجدد من أن الأخضر قادر على المضي قدماً إلى ما هو أبعد مستفيداً من الزخم المعنوي بالفوز الكبير على الفريق الكوري.



كاتب صحفي