فوز المنتخب السعودي بعد غد السبت على الصين في مستهل لقاءات دور المجموعات في كأس أمم آسيا المقامة في أستراليا هو بداية نفض سجادة الغبار القاري المتراكم منذ عام 1996 وهو العام الذي حصل فيه الأخضر على لقبه القاري الثالث.
الفوز الأول يعني في وهجه المعنوي أن القدم الأولى باتت قريبة من دور الثمانية وعبور دور المجموعات محفز لمضاعفة جهد اللاعبين ومنعهم نفساً معنوياً وصفاء ذهنياً وتألقا فنياً.
والفوز الأول بمثابة الرؤية البعيدة للطريق نحو بلوغ محطة الذهب الأخيرة يوم الواحد والثلاثين من الشهر الجاري وحصد اللقب القاري الرابع وهو المطلوب من نجوم الأخضر بعد سنين عجاف.
ولا أستطيع التكهن بالحالة الفنية التي سيكون عليها الأخضر وهو الذي لم يظهر بعافيته الفنية في لقاءيه الوديين الرباعي الخسارة أمام البحرين والثنائي الخسارة أمام كوريا الجنوبية في معسكره الاستعدادي وهذا يعني أن للقاء الصين بمثابة المؤشر الذي سيقاس عليه التالي من اللقاءات.
التنين الصيني استعد جيدا ومعه كل آمال مليار ونصف صيني لمعانقة الذهب القاري لأول مرة في تاريخ الصين الكروي.. وهنا الفروق الاستعدادية لصالح الفريق الصيني وهو الذي هزم المنتخب العماني في لقاء ودي قريب في معسكره بأستراليا برباعية.
وجماهير الأخضر تتطلع بالتوقيت المحلي إلى ظهر سبت أخضر يتألق فيه نجوم الوطن ويؤسسون لقوة فنية كروية سعودية متجددة في الملاعب القارية لاستعادة وهج سعودي كروي ملأ القارة الصفراء في مناسبات كروية آسيوية مضت.
اتحاد كرة القدم السعودي الذي ظل عامين يتفرج على مساوئ فنية أحاطت بالأخضر ظل نائما ولم يستيقظ إلا في الوقت الحرج وربما القاتل ولعل تحركه الأخير يأتي بالذهب ليغطي مسارا كان مهزوزا.
والتصحيح الأخير بإبعاد جهاز التدريب السابق واللهث وراء مدرب بالإعارة من فريق الأهلي بدبي ربما يحمل (بركة) للأخضر السعودي تضعه في قلب الوهج الكروي الآسيوي.
يبقى القول إن ملعب مدينة بريزبن الواقعة على الساحل الشرقي لأستراليا هو من تختلط فيه الألوان الفنية الكروية السعودية الصينية.. ولعل الأخضر السعودي هو الأكثر وضوحاً بحسم اللقاء لصالحه وتوفير رصيد نقطي يسهل عليه في مجموعته الاقتراب من بطاقتي التأهل لدور الثمانية، والخاسر سيضع مصيره في حسابات مبكرة ربما تعتمد على نتائج الغير.
وتبقى إشارة حول محطات الأخضر الذهبية القارية وهو الذي قد فتح لنفسه بوابة الذهب لأول مرة في تاريخه عام 1984 في سنغافورة عندما تغلب في النهائي القاري على الفريق الإيراني بركلات الترجيح وفاز باللقب القاري.
وفي كأس أمم آسيا عام 1988 الذي أقيم في قطر حقق الأخضر الكأس القارية للمرة الثانية على التوالي بفوزه في اللقاء النهائي على المنتخب الإيراني بهدف.
وفي عام 1996 حقق اللقب الثالث في البطولة القارية الآسيوية التي أقيمت في الإمارات بفوزه على صاحب الأرض بركلات الترجيح.
كاتب صحفي