أظهر المنتخب السعودي وضوحاً فنياً مقبولاً في تجربته الودية الثانية والأخيرة أمام المنتخب الكوري الجنوبي في سيدني الأسترالية والتي خسرها أمس الأول بهدفين ضمن استعداده للقاءات الرسمية في كأس أمم آسيا المقرر انطلاقها الجمعة المقبل.
اللقاء السعودي الكوري الجنوبي يؤشر إلى قدرة الأخضر في المقاومة لكنه لا يرقى إلى منحه منزلة المنافسة على اللقب وفق المعطيات الأولية التي ظهرت على أرض الملعب على فرضية أن التشكيلة (غير المثالية) التي لعب بها مدرب المنتخب الروماني كوزمين هي رهانه في اللقاءات الرسمية.
والأخضر لم يؤشر أخضر بعد في اللقاءين الماضيين، ولا أعتقد أن منتخباً بلا صانع ألعاب ماكر ومهاجم ذكي قادر على المنافسة وخريطة كوزمين الفنية في اللقاءين الوديين بمجموع الهزيمتين والأهداف التي ولجت مرمى الأخضر وقوامها ستة مقابل هدف منها أربعة من منتخب البحرين لا تؤشر بنور أخضر وأن هناك شيئا منتظرا أفضل مما حصل.
لكن لنبقي باب التفاؤل مفتوحا ولنقل إن كوزمين وهو مدرب خبير ومجرب يحتفظ بشيء من الحيل الفنية في اللقاءات الرسمية وأن بصمته المؤثرة ستظهر مع أول لقاءات الأخضر السبت أمام المنتخب الصيني الجامع لاقتطاع حصة من الذهب الكروي الآسيوي لنفسه وهو الذي لم يذهب كروياً بعد.
والغريب في اللقاءين الوديين أن كوزمين كما لو أنه يستنسخ طريقة المدرب السابق المتخبط لوبيز في الاختيار، بل إنه ركز على تشيكلة المدرب السابق كما لو أنه لايعرف شيئا عن إمكانات لاعبي الأخضر وهو القريب منهم جدا بعمله في منطقة الخليج منذ فترة ليست قليلة.
فلا أحد حتى الذي لديه القليل من الخبرة الفنية يستوعب منتخباً يضم عناصر جيدة في كل المراكز لا تستثمر من قبل المدربين وهنا مثال للايضاح الأخضر ليس لديه في قائمته غير يحيى الشهري كصانع ألعاب مؤثر وفيما عداه لايوجد بالمعنى الفني من تنطبق عليه هذه الصفة ومع ذلك يبقى احتياطياً.
وهذا مثال آخر اللاعب ناصر الشمراني ثبت على أرض الملاعب أنه لاعب لا تتوفر فيه صفة (المسؤولية) كلاعب منتخب ولا حتى الفنية فهو لاعب مصمم على المستوى المحلي بمعنى أنه لاعب ناد فقط ومع ذلك هو الأساسي ونايف هزازي الخطير بالقدم والرأس احتياطي مع محمد السهلاوي.
وباختصار فإن علة المنتخب المزمنة مع المدربين فشلهم في اختيار العناصر المثالية المؤثرة في الوسط والهجوم والأنسب حاليا من يؤدي الدور الفعال هم سعود كريري وغالب والفرج كمحاور والشهري وتيسير كبناء وصناعة لعب.
والأفضل التخلص من سلبية الشكل الفني الدفاعي واللعب بمحورين هما كريري والفرج على فرضية أن إصابة غالب لا تمكنه من العطاء بحيث يكون الوسط المثالي مكوناً من كريري والفرج وتيسير والشهري والهجوم هزازي والسهلاوي وهو ما افتقده الأخضر في اللقاءين الوديين والذي بدا فيهما غير فعال في الناحية الهجومية لافتقاده إلى اللاعبين المؤثرين في الصناعة والحسم.
يبقى القول إن لقاء الصين يوم السبت ستتكشف فيه كل ما لدى كوزمين إن كان مارس حيلاً تدريبية بإخفاء الكثير أو أن ما قدمه في اللقاءين الوديين هو كل ما عنده.