|


محمد السلوم
لتكون خليجي 23 مثيرة
2014-11-27

العزوف الجماهيري السعودي منذ بداية انطلاق خليجي 22 التي انتهت فعالياتها في الرياض أمس يقود إلى التفكير في أسبابه التي ربما تكون عائدة إلى أذواق الجماهير التي تجاوز سقفها متابعة دورة إقليمية غير معترف بها من الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وربما تسجيل موقف من الجماهير على تواضع أداء الأخضر وانحداره في التصنيف العالمي إلى أرقام متأخرة، وقد يكون بقاء المدرب الإسباني الهزيل فنيا لوبيزالذي أضاع شخصية الأخضر الفنية وهو المنزوعة الثقة منه جماهيريا رغم حظه القوي بوجود نجوم مؤثرين بجهودهم سببا من الأسباب.

وربما أن الميول للأندية بات مقدماً على غيره بفعل الحشو العاطفي الإعلامي ولم يبق للأخضرغير شريحة قليلة تتابعه في الملعب، وقد تكون هناك أسباب أخرى ليس من بينها بالتأكيد التشكيك في حب الجماهير لمنتخب بلادها.

مساء أمس(المقال كتب قبل النهائي الخليجي) لعل الجماهير السعودية حسنت شيئا من الصورة وحضرت النهائي الخليجي بين الأخضر السعودي والعنابي القطري وشهدت مراسم تتويج البطل وفعاليات الاختتام بتتويج البطل الأخضر أو العنابي، والأرجح الأخضر هو البطل ليرفع رصيده من كؤوس الدورات الخليجية إلى أربع كثاني فريق بعد الكويت(10كؤوس) فوزا ببطولاتها.

انتهت دورة الخليج بعد أسبوعين، الأول نائم فنيا باستثناء الفوز العماني التاريخي على الكويت بخماسية، والثاني دبت فيه الحركة وشهد أفضل لقاءات المسابقة بين المنتخبين السعودي والإماراتي على الرغم من خروج الكبيرين الكويت والعراق المبكر من المنافسة وكلاهما من المجموعة الثانية التي ضمت فرقا قوية خلاف الأولى.

ولتكون خليجي 23 القادمة بعد عامين مثيرة فنيا وجماهيريا وحتى لاتتلاشى أهميتها مع الوقت وقد بدأت في هذا الاتجاه كما هو ملاحظ لابد من إعادة النظر في تركيبة المسابقة خاصة أنها تضم ثمانية منتخبات فقط، ومثل هذا العدد لايشكل عبئا تنظيميا على البلد المنظم.

يبقى القول إن العودة إلى طريقة الدوري من دور واحد هي من يبقي الدورة في حالة يقظة فنيا، وإن الأسلوب الحالي في تقسيم ثمانية منتخبات إلى مجموعتين أضعف من القيمة الفنية والجماهيرية للدورة وأضعف أيضا من الجاذبية الاستثمارية، والتجار في العادة يترقبون جدول المسابقة لمعرفة زمن لقاءات المنتخبات الجماهيرية لرسم خططهم الإعلانية.

التقسيم المتبع حاليا أفقد الدورة لمعانها، والمناسب للدورة القادمة هو الدوري من دور واحد، ومثل هذا الدوري ستحضر فيه الإثارة في لقاءات التنافس التقليدي بين المنتخبات اللامعة فنيا كالمنتخبين السعودي والكويتي تحديدا وكل ما يحتاجه إجراء من هذا النوع تمديد مدة الدورة إلى أربعة أسابيع وربما ثلاثة بدلا من أسبوعين، وفي ذلك مكاسب جماهيرية واستثمارية بما فيها للقنوات الناقلة للحدث.