دخلت مسابقة خليجي 22 مراحلها الحاسمة بتأهل أربعة فرق هي السعودية وقطر من المجموعة الأولى وعمان والامارات من الثانية لنصف النهائي ونتيجة لقاءي الليلة بين الأخضر السعودي والأبيض الإماراتي عند الساعة التاسعة على ملعب الملك فهد وقبلها عند الساعة 7.45 بين الأحمر العماني والعنابي القطري ستحدد من يصعد إلى النهائي بنظام خروج المغلوب.
الجولة الثالثة والأخيرة التي جرت أحداثها يومي الأربعاء والخميس الماضيين كانت بمثابة الجرعة القوية لتسخين المسابقة ونقلها من حالة الخمول الفني الملاحظ في الجولتين الأولى والثانية إلى حالة ملتهبة سخنت المناخ الرياضي في الخليج وأضفت على نصف النهائي الإثارة المنتظرة في لقاءي الليلة.
نتائج الجولة الثالثة مرت عادية في المجموعة الأولى فقد فاز الأخضر السعودي على اليمني وتأهل إلى المقص جامعا 7 نقاط من 3 جولات ونجح العنابي في الدفاع عن حظوظه بمنع الفريق البحريني من التسجيل لينتهي اللقاء سلبيا ويتأهل إلى المقص.
العنابي المريض فنياً تأهل من الباب الضيق وبثلاث نقاط فقط وخرج اليمن والبحرين من المنافسة والأول خرج رغم كفاحه اللافت لترك بصمة جيدة وقد تركها مقدما أفضل مشاركة في كؤوس دورة الخليج.
في حين خيب الفريق البحريني آمال جماهيره التي كانت تنتظر منه تسجيل بصمته الذهبية وهو الذي لم يفز بالذهب من قبل طيلة مشاركته في كؤوس دورات الخليج منذ انطلاقتها في البحرين عام 1970.
وفي المجموعة القوية الثانية حدث ما لم يكن في الحسبان ليس بالهزيمة والفوز وإنما بانهيار الفريق الكويتي زعيم الكرة الخليجية وحامل عشرة ألقاب بتلقيه أكبر خسارة له في تاريخه بالبطولة قوامها 5 أهداف نظيفة من الفريق العماني الثائر بقسوة في مرمى الأزرق فكانت ضربة قاصمة بخروجه من المسابقة بألم الخسارة الثقيلة وهو الذي كان يغرد في صدارة المجموعة وأقوى المرشحين للعبور إلى نصف النهائي.
وزاد المرارة أن نتائج اللقاء الآخر الذي جرت لم تخدمه بخسارة الفريق العراقي من الثائر الإماراتي أيضا بهدفين وتأهله على حساب المتصدر الكويتي الذي كان يكفيه تعادلا بين الإمارات والعراق للعبور بغض النظرعن الخماسية العمانية القاسية.
إذاً يجوز القول إن الثائرين يواجهان الأخضر والعنابي في لقاءين ساخنين ويبقى الترقب على أشده للنتيجة وعما إذا كان الأخضرعلى ملعب الملك فهد بمهاراة لاعبيه قادر على كسر الانضباط الفني الإماراتي اللافت والعبور إلى النهائي مطفئاً ثورته الجامحة للفوز باللقب وهو المرشح الأول قبل بدء المسابقة لنيل اللقب.
المؤشرات الفنية تميل إلى انضباطية الفريق الإماراتي في ظل استمرار مدرب المنتخب السعودي الأسباني لوبيز في تخبطه المعتاد في الرسم الفني وسوء استثمار خدمات الاحتياطي تفعيلا للجسم الفني للفريق أثناء اللقاءات.
وبمثل ما يؤشر الوضع الفني لصالح الفريق الإماراتي على السعودي يلتقي معه الفريق العماني في جمال الانضباط وحظوظ الفوز المرجحة لصالحه في مواجهة الفريق القطري الذي عبر إلى المقص بثلاثة تعادلات ومستوى متواضع مستفيدا من قلة خبرة الفريق اليمني المكافح ورداءة الجسم الفني للفريق البحريني.
يبقى القول إن الانضباط الفني في لقاءات خروج المغلوب ليس بالضرورة أن يكون هو من يرجح الحسم الأقرب له برؤية فنية بقدر ما يكون الحضور الذهني والتحضير النفسي والتركيز اليقظ من يلعب دورا في الترجيح الإيجابي للنتيجة باستغلال الفرص المتاحة.
ويبقى الأخضر على أرضه وبين جماهيره التي ربما تتزايد بكثرة وفريقها على مسافة خطوة من النهائي يحتاج للإسناد المعنوي لشحذ همم اللاعبين لانتهاز فرصة الأرض والجماهير لبلوغ النهائي ومن ثم الفوز بالكأس الخليجية الرابعة في تاريخ الأخضر الخليجي.