خروج الهلال من (الآسيوية) وضياع اللقب القاري والعالميه ليس حدثا إعلاميا بل هو حدث عاطفي هز أنصاره، والحدث الإعلامي هو ما يحمل الجديد. وما حدث للهلال ليس بجديد فهو تكرار مستمر منذ أكثر من عقد من الزمن وهذا يعني أن الخبر الجديد هو (لو) فاز الهلال وبلغ العالمية.
إذاً هذه الضجة الكبرى علما أنها محاولة يائسة لتبرير السقوط كما لو أنه يحدث للمرة الأولى والجديد في تبريرات السقوط الهلالي المتكرر في كل موسم آسيوي هو دخول ما سمي بعصابات المراهنات في اتهام صريح بتواطؤ حكم لقاء النهائي القاري الياباني يوشي نيشيمورا.
ومن شاهد اللقاء بعين فاحصة وبهدوء بعيدا عن العواطف ومع التسليم بوجود أخطاء تقديرية تحدث في غالبية اللقاءات، إلا أن الملاحظ أن الحكم الياباني حرص على إخراج نهائي قاري ولم يكن في حساباته إسقاط فريق على حساب فريق كما اتهمه أنصار الهلال وبعض المتسلقين للأحداث من الانتهازيين رغبة في الظهور الإعلامي.
فلو كان الحكم الياباني يبيت أمراً بإمكانه أن يفعل وأحداث اللقاء تساعده على ذلك، منها على سبيل المثال لا الحصر احتساب ضربة جزاء لصالح ويسترن سيدني وهي واضحة عندما تصدى سعود كريري لكرة بيده داخل منطقة الجزاء.
والمثال الآخر الذي يبعد الاتهام عن الحكم نيشيمورا هو احتسابه لأكثر من ست دقائق وقتاً بدل ضائع ولوكان في رأسه ما في رؤوس متهميه لاحتسب على الأكثر ثلاث دقائق وأكثر من صافرته لكسب الوقت لصالح الفريق الأسترالي.
إذاً لاشبهات واضحة تدور على الحكم وفق ما تقوله أحداث اللقاء غيرسوء تقديره في عدم احتساب ضربتي جزاء لصالح الفريقين وكلتاهما من لمسة يد داخل منطقة الجزاء، وفيما عدا ذلك الإعادة البطيئة تؤشر أن سقوط الفرج والعابد كان تمثيلا لم ينطلي على الحكم أو أن اللاعبين بالغا في (السباحة) مما جعل الحكم يقدم فرضية التمثيل.
واللقاء لم يشهد أحداثا مؤثرة بإلغاء أهداف للجانبين ومنعها بداعي التسلل، ولاعلاقة للتحكيم بضياع فرص هلالية سهلة أمام المرمى، منها ما تصدى له الحارس الساحر انتي كوفيتش ومنها ما أهدر برعونة من لاعبي الهلال.
وأحداث السبت الماضي التي يجوز تسميتها بعاصفة السبت الأصفر لكثرة الضجيج الأزرق حولها على نهائي القارة التي تسمى القارة الصفراء ما كان لها أن تأخذ بعدا وضجيجا خارج الملعب غير احتقان عاطفي تفجر بقذف حمم من الاتهامات بلا أدلة دامغة تؤكد مصداقيتها.
ومثل هذه الاتهامات الخطيره قد لاتمر مرور الكرام على من أطلقها متى ما فتح تحقيق في ذلك وتحرك الاتحاد الآسيوي للدفاع عن سمعته والذي هو المتهم الأول باختراقه مما قيل إنها عصابات مراهنات خلفت تلاعباً في نتيجة النهائي القاري.
وفي خضم هذه الزوبعة الإعلامية الزرقاء التي بدت من تدفق حممها كما لوكانت موجهة ومنسقة لصرف أنظار جماهير الهلال عن إخفاق فريقهم برمي التهم على الآخرين ظهر ما يمكن وصفهم بالمتسلقين والانتهازيين ليس حبا في الهلال ولكن بدافع شهوة الظهور الإعلامي واللعب على وتر مشاعر الجماهير المهيأة لتصديق أي شيء.
ومن بين الانتهازيين للموقف الملتهب ذلك الذي تصرف كمشجع أرعن ونسي أن كلامه يصيب جهازا يعمل فيه مما جعل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد يسارع لاعتبار ما قاله نائبه عن وجود مراهنات كذبا ولاصحة له.
وتصرف الرئيس عيد تصرف حكيم من مسؤول حكيم لحماية جهازه من أية تداعيات قانونية ولمعالجة كلام غير مسؤول من مسؤول في جهازه يوزع الكلام دون دراية كما هو يوزع الابتسامات بمناسبة أو دون مناسبة.
يبقى القول إن هذه الضجة المؤججة لمشاعر الجماهير الهلالية لن تنقل فريقهم للمغرب وأسباب سقوط فريقهم في سيدني والرياض إدارية من سوء التحضير وأجواء الضغط وفنية بعجز المدرب في إيجاد حلول لكسر الجدار الأسترالي الصعب، وإعلاميوه أيضا من جراء سوء المعالجة من أنصاره.
هذه الضجة الكبرى قد يكون لها تداعيات قانونية تطال كل من لعب بترويج الاتهمات دون بينة إذا ما شرع الاتحاد الآسيوي في التحقيق في قضية المراهنات المتهم فيها والتي تطال أهم مسابقة كروية ينظمها.