أوراق التوت إن جاز القول تتساقط بعد كل مباراة أمام الإدارة النصراوية من تخبطات المدرب الأسباني راؤول كانيدا وعجزه عن استثمار إمكانات نجوم العالمي بل إنه أضعفها بأسلوب خططه العقيمة وضعف تعامله مع المباريات وفق ما تقتضيه ظروفها.
والاستمرار في الرهان على كانيدا انتحار فني وأخر تخبطاته كان في لقاء الفريق مع الأهلي في جدة في الجولة السابعة (قبل الماضية) من دوري عبد اللطيف جميل وعودته للرياض بهزيمة وطيران للصدارة وفوز النصر على الاتحاد بهدفين مساء السبت الماضي لا يعني أن كانيدا انقلب 180 درجة وبات صالحاً للبقاء .
لقاء جدة كان أول اختبار حقيقي للمفاصل الفنيه للاعبين والحس الفني للمدربين وتكشفت كل العورة الفنية لكانيدا بعد ست جولات متتالية من الفوزالهزيل على فرق من الوزن الفني الخفيف غير منافسه كل همها البقاء في دوري الأضواء.
والمثل العربي يقول:( من جرب المجرب حلت به الندامة) فقد جرب كانيدا هنا وليس في الخارج مع الفريق الاتحادي وتم الاستغناء عنه قبل موسمين.. لكن هناك من لا يأبه بمعنى المثل الحكيم ومثل من لا يأبه مثله كمن يراهن على أرنب في مضمار سباق للخيول.
إذا على ماذا تراهن الإدارة النصراوية؟.. وهي التي جربت النجاح المنظم إدارياً وفنياً الموسم الماضي بتحقيق الفريق بطولة الدوري وكأس ولي العهد بعد سنين عجاف منها أكثر من ثلاث سنوات في عهد إدارة الأمير فيصل بن تركي في ولايته الأولى والتي ختمها في سنته الأخيرة ببطولتي الموسم الماضي التي هي زكت استمراره على الكرسي لولايه ثانية لأربع سنوات أخرى.
إدارة جربت النجاح ومقوماته الإدارية والفنية عادت هذا الموسم لتذكر بسنوات التخبط وضعف الرؤيه الإدارية والفنية في التعاقد مع مدرب سبق تجربته في ملاعبنا وطرد لسوء تدبيره مما يدفع إلى الخشية لدي شريحة من جماهير العالمي من أن برمجة الموسم الفائت الناجحة قد فقدت وعاد السستم القديم للعمل (سستم ريستور).
فريق النصر مع كانيدا منذ لقاء السوبر وقبله دورة العين في أبو ظبي وهو يعاني فنياً من سوء توظيف اللاعبين رغم براعتهم مما يدعم القول أنه أخذ الكثير من الوقت ولاينتظر منه خلاف ما ظهر.
والمراهنة على الوقت بإعطاء المزيد من الفرص للمدرب ليس عملاً يؤتي أكله في كل الأحوال ولو كان لدى كانيدا شيء لما خفي وظهر في الملعب بعد أكثر من أربعة أشهر من عمله مدرباً للفريق والاستمرار في الإبقاء عليه مع وضوح عجزة مكابرة وضرب لطموحات الجماهير واللاعبين أيضاً.
يبقى القول أن الدوري لم يمض منه سوى ثماني جولات والفرصة سانحة للإدارة لتغييره خاصة في فترة توقف الدوري لحساب خليجي 22 التي ستنطلق في الرياض في الثالث عشر من الشهر المقبل ولمدة شهر.
وكلام رئيس النصرالأمير فيصل بن تركي لوسائل الإعلام عن تجديد الثقة في المدرب يحتمل شيئين لا ثالث لهما الأول مناورة لحفظ توازن فريقه ورسالة للمدرب لبذل جهد والنية المبيتة التخلص منه بعد الجولة التاسعة والثاني أن الأمير جاد وماضي بمكابرته خلافاً لرؤية الجماهير والنقاد الرياضيين وفي ذلك مغامرة تقود الفريق للمجهول المنتهي بالفشل.
فكل المؤشرات الفنية الملاحظة على أرض الملعب تكتيكاً وتكنيكا تؤشرإلى عجز فني للمدرب وأنه وفق ما ظهر أصغر من أن يدرب فريقاً كبيراً زاخراً بالنجوم كالنصر واستمراره بالمكابرة يعني أنه لا بطولات منتظرة بوجود كانيدا ومن فهم فقد أفلح ومن كابر فقد أدبروعليه تحمل العواقب.