تعيين عضو مجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عبدالرزاق أبوداود مشرفا عاما على جميع المنتخبات الوطنية هو أبرز قرارات اتحاد كرة القدم منذ انتخابه قبل عام وأبوداود تاريخه ينطق بالكفاءة والعطاء.
والدكتورأبوداود هو رجل المرحلة والقادر بعلمه وخبرته الكروية وقوة شخصيته على فرض النظام ومنع الاختراقات وسد المنافذ أمام من جعلوا من المنتخب السعودي بوابة بلا بواب لتمرير رغباتهم العاطفية.
وأعتقد جازماً أن الدكتور أبوداود لم يقبل هذه المهمة هكذا بدون خريطة طريق واضحة أمامه تتطلب منحه كامل الصلاحيات المطلقة وهو ما حصل عليه كعربون لإبداء موافقته في قيادة منتخبات الوطن وفق أسس مرسومة لا تقبل الالتفات حولها وهو الذي سبق وأن اعتذر عن نفس المنصب قبل عقد من الزمان في ظروف مختلفة.
مهمة الدكتورالحقيقية ستبدأ بعد كأس خليجي 22 في الرياض المقرر انطلاقتها في الثالث عشر من نوفمبر المقبل والهدف اللقب القاري الآسيوي في أستراليا مطلع العام المقبل وربما ما يدور في ذهن الدكتور اختيار المدرب المحنك لقياة الأخضر آسيوياً خاصة وأنه رؤيَ الإبقاء على لوبيز في هذه الفترة لضيق الوقت وقرب انطلاقة خليجي 22 رغم أن لوبيز وجوده مثل رحيله.
والمشرف العام على المنتخبات السعودية كان واضحاً وشفافاً في حديثه لـ "الرياضية" وهو حديث مشبع بالثقة يؤشر أنه هو من يملك كل مفاتيح القرار في عمله ويختار فريقه الفني والاداري بلا وسائط وتوصيات.
من هنا فإننا نتظر ظهور خريطة جديدة رسمت للكرة السعودية متوقدة فنياً وإدارياً عنوانها المنهجية العلمية وفرض النظام وإيقاف الفوضى السائبة حاليا والأصلح هو من يكون مع الأخضر لاعبا أو إداريا بلا تمييز في الألوان واختراع في الأقوال.
يبقى القول إن مؤشر الطمأنينة والتفاؤل بالأخضر بكافة أعماره بدأ يأخذ شكلا صاعدا لدى شريحة ربما كبيرة من الرياضيين من أن الخبير الكروي أبوداود هو من لديه القدرة على تفعيل كل مفاصل المنتخبات فنياً وإدارياً فقد مارس العمل على المستطيل الأخضر وفي المكاتب الادارية والفنية.
فقد عانت الكرة السعودية من المنظرين الذين أتوا وتضخمت المكاتب في عهدهم وغابت الإنجازات على الأرض وأساءوا الاختيارات الفنية كمثال المستشار الأسباني لوبيز والمدرب الهولندي ريكارد، فالأول اختير بعماء فني للعمل مستشارا وهو الذي يحتاج إلى مستشار والثاني اختير على أساس اسمه العالمي وحضر كسائح من كثرة تجواله في مناطق المملكة ودول الخليج لا كمدرب وأضر هؤلاء بالأخضر فنياً ومالياً.
إذاً الدكتور أبو داود أمام ركام من العمل غير صالح للترميم والموقف يتطلب بناء أسس جديدة وهو المتوقع من الخبير الكروي وأول أعمال الركام المتوقعة التي ستزاح من المشهد الرياضي هي منح لوبيز وفريق عمله بعد خليجي 22 تذكرة ذهاب بلا عودة إلى بلاده، فالسنوات الماضية من عمله وفريقه لا يوجد بها ما يشفع للصبر عليه.