|


محمد السلوم
وطني 84 وعمرمديد
2014-09-24

في ظل ظروف سياسية معقدة، وعلى خلفية أحداث مرعبة اجتاحت العالم خلال وعقب الحرب العالمية الأولى التي بدأت في 1914 وانتهت بأحداثها المأساوية عام 1918، وما تلى الحرب من تموجات سياسية خطرة، وبين نهاية الأولى ومؤشرات انطلاق الحرب العالمية الثانية التي اشتعلت عام 1939 وانتهت بكارثة نجازاكي النووية 1945 ولد تاريخ جديد لقيام دولة فتية.

ففي يوم 23ـ9ـ1932 الموافق 17 جمادى الأولى عام 1351 في ذلك اليوم وقبل 82 عاماً بالتقويم الميلادي و84 عاماً بالتقويم الهجري أعلن توحيد البلاد باسم المملكة العربية السعودية بقيادة مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن (رحمه الله).

ومنذ ذلك التاريخ والمملكة تحتفل بيومها الوطني رسميا وشعبيا، وأمس الثلاثاء هو يوم الاحتفال بوطني 84 بعمره المديد يحفه الخير والسلام وسط أمن يحيط بالبلاد والعباد..وهنا في هذا المقال الذي يتصادف نشره مع مرور يوم مجيد خالد سأتوقف عند المجال الرياضي برؤية لاعارضا للإنجازات التي تحققت على المستوى الرياضي فقد أشبعت عرضا في كل مناسبة.

والرؤية التي أقصدها ما بعد اليوم الاحتفالي من وقفة للتقييم لما مضى وما تحقق ومالم يتحقق بغية قراءة المسار وعما إذا كان يحتاج إلى إعادة صياغة نحو تحويله من مسار بطيء أو متعثر إلى مسار سالك لبلوغ الأهداف.

يوم الوطن أيضا يأتي وشخصية رياضية جديدة على هرم السلطة ممثلة في الأمير عبد الله بن مساعد بن عبد العزيز، وهوالمعرف على المستوى الرياضي بولادته في أحضانها أي إنه ابن المؤسسة الرياضية والعارف بدهاليزها ويميز كل ألوانها، ولعل الأزرق في الرؤية يكون مساوياَ لأي لون آخر لضمان سير العجلة الرياضية على أربع عجلات.

المهمة التي تواجه الأمير عبد الله ليست سهلة إذا أراد تجاوز جماعة النظرية الحدية بمفهومها العاجز ومفاده (العمل بالقدر الذي يجنب المساءلة ولايجلب الثناء) وهي السائدة لدي بعض وزراء الدولة وما دونهم في المسؤولية.

صورة المؤسسة الرياضية المغبرة بالتأكيد واضحة عند الأميرعبدالله ونفض الغبارالعالق لدرجة التيبس في المفاصل الرياضية مهمته، والأمير يعرف أيضا إنه من العسير إزالته ولايمكن حتى تليينه باستخدام أدوات كانت سببا في تراكمه.

والثابت والمجرب أن من ينشد الإنجازات بأدوات قديمة لن يحصل على نتائج جديدة، وحكمة العارفين تقول إنه من السذاجة الإدارية استخدام نفس الأدوات للحصول على نتائج جديدة مختلفة، مما يعني أن هذه الأدوات ستكرر اجتهادها وتخبطها.

يبقى القول إن الأمر لايحتاج إلى اختراعات عبقرية، فعلى مستوى العاملين تطبيق القول الرباني (إن خير من استأجرت القوي الأمين) القوي بعلمه المتخصص وخبرته والأمين في أداء عمله بما يتفق والقوانين وليس الأهواء كما يلاحظ من تجاوزات ممن أوكل لهم مسؤولية أداء الأعمال بأمانة.

وإصلاح جانب الأداء في العمل كفيل بإصلاح كل عيب في الهياكل القائمة وضوابط عملها الإدارية والمالية واللوائح التي تحكم سير العمل، بما فيها إعادة صياغة الترشح لرئاسة الأندية بما يكفل إعطاء حق للجماهير في التصويت باختيار رئيس النادي وومثله المرشح لانتخابات الروابط وعضوية الاتحاد ولجانه نحو فك الاحتكار على عدد محدود يتكتل نحو شخص بعينه على حساب الكفاءة كما هو ملاحظ الآن من أن هناك مشجعين يحيط بهم الغلو بمرتبة أعضاء في الاتحاد ولجانه.

وقد يكون من خيارات الراغب في إحداث نقلة غير عادية الاستعانة ببيوت خبرة عالمية متمرسة في مجال تطوير وهيكلة العمل إداريا وفنيا، وعمل مثل ذلك حتما سينعكس على الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي يقال إنه (سيد قراراته) إن كانت أدمغة أعضائه قابلة لـ(الاكتفه) وسيجره إلى تطور مماثل لما سيحدث في جسم الرئاسة العامة لرعاية الشباب.