عادت أنديتنا من معسكراتها الخارجية دون ضجيج يؤشر ببسالتها في ملاعب دول المعسكر فلا شيء يمكن اعتباره لافتاً وغير عادي في التطور الذي حدث على أي من الأندية بأنه جنى مكاسب فنية قوية من معسكره.
والنصر كان من أوائل العائدين من تركيا بعد معسكر هو ترفيهي أكثر مما هو تحضيري للموسم الجديد وأكمل استعداداته بمعسكر داخلي بمقر النادي تخللته لقاءات محلية بعدها شارك في دورة العين الودية ولم يظهر في كل لقاءاته الودية بما يليق به كبطل للدوري.
والمستوى الفني العادي الملاحظ لا يؤشر إلى القول إنه يتهيأ لخطف كأس السوبر وللدفاع عن لقبه كبطل للدوري وهذا يعني أن قلق جماهير العالمي المعلن عبر مواقع التوصل له ما يبرره عطفاً على ليونة الإعداد.
وأقرب الأمثلة للعائدين من الخارج بلا علامات فنية مميزة فريق الهلال بعد رحلة المعسكر النمساوي، إذ خاض لقاء جمعه مع الفتح على ملعب الهلال انتهى بثلاثية مقابل هدف للفريق الفتحاوي وكان بمثابة تجربة لاعبين أكثر مما هو تكتيك مدربين.
ولايكفي لقاء الفتح للقول إن الهلال بمستواه الأقل من المتوسط أمام كثافة جماهيرية حضرت لمشاهدة القادم من النمسا أنه نجح في تسخين مفاصله جيدا في معسكره الخارجي قبل انطلاقة الدوري وقرب لقاءات دور الثمانية الآسيوي.
وما ينسحب على الهلال ينسحب أيضا على فرق المعسكرات في دول أوروبا الغربية فهي تحضيرية أكثر مما هي ذات بصمات فنية مطمئنة فلا لمعان للأهلي في سويسرا ولا للاتحاد في هولندا ولا للشباب في بلجيكا أما البقية من الفرق المحترفة كما لو أنهم عسكروا في الظلام فلا أضواء بينة حول نشاطاتهم.
والثلاث جولات الأولى من دوري عبد اللطيف جميل هي التجربة الحية لفحص مفاصل الفريق وعلامات الجودة في اللاعبين الأجانب الجدد الذين انضموا لفرقهم وستعطي الجولات الثلاث مؤشرا فنياً يمكن القياس عليه لمعرفة الملاءة الفنية لفرق الدوري.
إذاً المعسكرات الخارجية لا يمكن البناء عليها بالتبشير بموسم صاخب بالنتائج والمستوى ولايمكن القياس عليها وما أعقبها أيضا من مباريات ودية عادية وهذا ناتج عن ضعف حيلة الأندية أو أغلبها في الاتفاق مع فرق قوية في دول المعسكر تفحص حقيقة الفائدة الفنية للمعسكرات.
والملاحظ من الشكل العام للوزن الفني للقاءات الماضية مع الفرق الأوروبية بعضها معروف وأكثرها دون ذلك مما يعني أن الأندية المعسكره في الخارج أشبه بـ (قروب سياحي) حجز له المسكن ومكان الترفيه وملاعب ملحقة بمقر السكن دون أن يكون هناك جدول معتمد مسبقاً على أساس فني تدريجي عن المباريات التي سيلعبونها مع أندية دول مقر المعسكر أو خارجه.
والمحظوظ من الأندية من خدمته الظروف ونجح في الحصول على مقابلة قوية مع فريق معروف كما كان الهلال مع فريق ستيوابوخارست الروماني وجنوى الإيطالي وقد كان نصيب البقية لقاءات غير لافتة في وزن الفريق الأجنبي المقابل مما يدفع إلى القول إنها لعبت في الغالب مع (كديش) الأندية في بلد المعسكر.
والكلام هنا ليس ضد المعسكرات الخارجية بل ملاحظة على أن الغالبية العظمي من فرقنا تعسكر بـ (البركة) بلا خطة فنية وإدارية مبرمجة لاستثمار المعسكر بما يتفق واسمه خاصة وأن معسكرات الخارج لأنديتنا مطلب ملح فرضته الظروف المحلية المناخية بالاضافة إلى تواضع أماكن المعسكرات في الداخل وقلتها خاصة في المصائف.
يبقى القول إن المعسكرات الخارجية والسفر فيه الكثير من الفوائد وهي تجمع بين الترفيه بتوفير عنصر التشويق لدى اللاعب نفسياً والاستفادة الفنية متى ما حسن الإعداد واختيار الفرق الجيدة لفحص الأداء.
ولعل أنديتنا مع قرب انطلاقة الدوري أواخر الأسبوع المقبل عادت من معسكراتها الخارجية وقد استعدت لمقابلة جماهيرها بأداء جيد يبدد مخاوف وقلق الجماهير على فرقها من مؤشرات الاستعدادات الحالية الباهتة فنياً.
والجماهير لا تريد أعذارا على أي نحو تكون وتنتظر من فرقها أداء باهرا جاذباً ومحفزاً على عودتها لملاعب بكثافة وهو ما كان ضعيفاً في الموسم الماضي في الكثير من المباريات باستثناء اللقاءات الجماهيرية خاصة تلك التي يكون فيها النصر حامل لقب الدوري طرفاً بها.