ما يقارب العام بُعيد تنصيب الكابتن سامي الجابر مدربا للفريق الأول الهلالي والهالة الإعلامية الزرقاء المعظمة لسامي تحيط به فائزا أو مهزوماً بانجراف عاطفي في المقام الأول يفوق غلاة بعض مشجعي المدرجات، وسخن من الموقف أيضا تطوع (......) بتغذيته موقع على النت أشير له فيما بعد بأنه موقع لتصنيف المدربين في العالم.
وهو في الواقع ما هو إلا موقع عاطفي قفز بسامي من الصفوف الخلفية بسرعة عاطفية إلى وضعه ضمن أفضل المدربين في العالم بأسلوب مبتذل انطلى على شريحة من جماهير الهلال تعودت على فتح فجوة عواطفها لكل أخبار زرقاء من مصادر زرقاء دون تمعن وتبين خاصة وأن عالم الشاشة الكونية متعدد المصادر والآراء والأخبار ويضع المتابع أمام كل المستجدات.
والواقع أن ما حدث للكوتش هو نفخ إعلامي بدءاً من التعاقد معه كمدرب للفريق لمدة ثلاث سنوات وهو الذي لم تتجاوز سيرته الذاتية في مجال التدريب السطر الواحد إلى حين إقالة سامي بدم أزرق بارد لم يراع فيه حفظ معنوياته ولا حتى مراعاة شعبيته بين جماهير فريقه.
وإجراء الإقالة المعلن في بيان صحفي رسمي من إدارة الهلال خلّف لدى البعض من محبيه والمتعاطفين معه مناحة ظهرت في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لدرجة أن هناك من تطاول على إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس الهلال تطاولا بلغ حد التجريح لشخصه من جماهير سامي حزناً على إقالته والطريقة شبه الناسفة له من الجسم الهلالي في وقت كانت التوقعات تشير إلى استمراره مدربا بحسب ما نشرته صحف محسوبة على الهلال رشحاً من تداولات تمت قبل قرار إقالته.
صحيح الفريق الهلالي خرج صفر اليدين على غير العادة في الموسم المنتهي لكن الفريق بقيادة سامي عبر إلى دور الثمانية الآسيوي وقوبل العبور بفرحة جماهيرية وارتفاع متزايد لشعبية الكوتش سامي ولو تمت الإقالة مباشرة على خلفية الفشل في تحقيق بطولة محلية لأمكن تفهم المبررات.
وهذا يعني أن إقالة سامي لم تكن طبيعية في توقيت إعلانها في وقت كانت غالبية الجماهير الهلالية تفضل استمراره من خلال ما أظهرته الاستطلاعات في بعض وسائل الإعلام خلال الاجتماع التقييمي لإدارة الهلال للموسم المحلي المنتهي خاصة وأن سامي أصاب نجاحاً بعبوره بالفريق إلى دور الثمانية الآسيوي في وقت كان الهلال على حافة الخروج من دور الستة عشر، ومع العبور تجدد وارتفع الأمل بقرب تحقيق حلم راود الجماهير الزرقاء على مدى أربعة عشر موسماً آسيوياً كانت سوداء على الهلاليين.
يبقى القول إنه من الواضح أن الفريق المناهض لبقاء سامي كان أقوى بكثير من الفريق الذي يفضل استمراره وما تعرض له سامي يتعرض له مدربون كثر بعد الإخفاقات .. لكن حالة سامي مختلفة كون له شعبية جماهيرية زرقاء ليست قليلة بالإضافة إلى أنه أصاب نجاحاً مقبولا في (الآسيوية) وكان يمكن امتصاص غضب الجماهير وجبر خاطر سامي بتخريجه بالقول إنه استقال لأي سبب من الأسباب وأقرب الأعذار ذات القابلية للتصديق لتفرغه للتحليل في مونديال البرازيل القريب انطلاق فعالياته.
وانتهاء علاقة سامي بالهلال على النحو والطريقة التي آلت بإقالته لايعني أن كل شيء انتهى فنياً في حياة مدرب صاعد يسعى لإثبات قدراته وأمامه الوقت لتطوير فكره الفني بمزيد من الخبرات من أرض الملاعب من خلال التدريب التدريجي في الفئات السنية أو فرق دون الممتاز وليس بمحاضرات مكتبية تضفي بعداً معرفياً لا فنياً.