|


محمد السلوم
يحلمون بنصرٍ فتحاوي
2014-05-27

البعض يطلق مقولة وهناك من يراهن على كلامه إن النصر الذي توهج في الموسم المنتهي بتحقيقه الثنائية بطولة الدوري وكأس ولي العهد سيكون في الموسم المقبل حاله مثل حال فريق الفتح الذي حقق الدوري والسوبر وانهار في الموسم التالي.

وبتحليل أقاويلهم والشكل الفني للفريق النصراوي المتميز بقوتيه الأساسى والاحتياطي والقياس على تلك القدرات الفنية الكبيرة بقابليتها للمعان المستمر يتضح أن أقاويل هؤلاء ما هي إلا مجرد أمان تضمر للنصر الكره ليس إلا.

ففريق أسس على قاعدة فنية قوية مدعوم بإدارة بلغت مرحلة النضج مما يعني استحالة استخدام أدوات كانت سببا من أسباب تعثر الفريق في السنوات الثلاث الأولى لولاية الأمير فيصل بن تركي وعولجت بالإجراءات الصحية في السنة الرابعة وتحققت الإنجازات.

وهذا يعني أن عام الإنجازات والبطولات هو عام الأساس في البناء عليه ويستبعد العودة لتكرار أدوات الماضي المجربة والمتوقع من إدارة فيصل في أول سنة لها في الفترة الثانية أن تبني على نجاحاتها لا أن تهدمها مما يدفع إلى القول إن جماعة الأماني يحلمون بنصر فتحاوي.

وظروف الفتح تختلف عن ظروف النصر، فالنموذجي نام على إنجازاته ولم يطور نفسه مع تطور مستوى الأندية الأخرى فكانت نتائجه مخيبة للآمال محليا وفي أول مشاركة قارية له لأنه فشل في البناء على نجاحاته وتعزيزها.

الوضع في النصر مختلف تماما عن الفتح فنيا وإداريا، فالنصر هو الفريق السعودي الوحيد القادر على تسجيل أي لاعب بقوته المالية التي لاقبل لأي ناد آخر في منافسة رئيسه فيصل من حيث الملاءة المالية المسخرة لخدمة العالمي، وهو ما فعله هذا الموسم بإنفاق أكثر من 120 مليون ريال دون أن تكون هناك شركة راعية تساهم في مصاريف النادي.

والأمير فيصل وقد ذاق طعم النجاح في آخر ولايته الأولى وعرف الأدوات المحققة للإنجازات سيعمل بنفس الاتجاه السليم لبلوغ نجاحات مماثلة في فترته الثانية الممتدة لأربع سنوات.

ولقاء السوبر بين بطل الدوري النصر وبطل كأس الملك الشباب مطلع الموسم الجديد بداية لفحص المفاصل ومؤشرات الاستعداد لموسم محلي وقاري ينتظر حامل لقب الدوري.

يبقى القول إن المحافظة على النجاج تتطلب استمرار الخطوات لتحقيق نجاح آخر لاالتوقف عند سقف محدد والاتكاء على أن نجاح مضى قد يأتي بنجاح لاحق والتأسيس القوي للعبور إلى جسر المستقبل على أقدام ثابتة يتطلب صلابة إرادة بقوة حديد وخرسان الجسور.

تبدأ بعد تحديد الاحتياجات الفنية والإدارية للموسم الجديد وفق ميزانية مبرمجة تغطي كل المصاريف المتوقعة والمجدولة .. في العمل على تغطية المراكز المالية المكشوفة للولوج إلى الموسم الجديد بدءا بلقاء السوبر مع الشباب بملفات بيضاء لاديون ولا التزامات متأخرة فيها.

وإن تعذر ذلك فلامناص من برمجة زمنية تفضي في النهاية إلى التخلص من عبء الديون وبقاء الديون مؤجلة وعائمة بلا ضبط مبرمج يعني أن ثمة متاعب قد تواجه الفريق تخلف عواقب سلبية على بيئة العمل الفنية والإدارية.

وبرمجة الديون على فترات تعد من الخيارات (الاضطرارية) أمام الإدارة في ظل تدني الدعم الشرفي لمسيرة النادي وعدم وجود راع أورعاة عدة حتى الآن، خاصة أن اللجوء إلى خيار الترشيد لضبط النفقات وفق ميزانية متوازنة بين الإيرادات والمصروفات سيكون على حساب دعم الخطط الرامية لإبقاء العالمي متوهجا.

وقد يؤدي إجراء من هذا النوع وهو مستبعد لدى الإدارات الطموحة إلى متاعب تطال المنظومة النصراوية بكاملها وترشيد من هذا النوع قد يكون مقبولا في الأندية المكافحة ومرفوضا لدى جماهير الأندية الكبيرة.

والذي نعرفه أن الرئيس فيصل قادر وقد فعل على مواجهة كل مصاعب ناديه، وهذا لايعني أنه مطلوب منه وقلة قليلة تدعمه تحمل كل الأعباء المالية للنادي ككيان جماهيري ومطلوب من كل النصراويين المقتدرين المساهمة في تحمل العبء وهذا مايجب أن يكون.