|


محمد السلوم
جوهرة وذهب ومعاناة تذاكر
2014-05-01

ليلة يشع ضوؤها عن بعد ستضيء سماء شمال جدة، ومشهد الضوء سيكتمل في قلب الضوء داخل ملعب الملك عبد الله الدولي لحظة التدشين وسط حضور جماهيري كبير يتوقع أن يتجاوز الستين ألفاً يشهد من أرض الملعب تدشين جوهرة الملاعب وذهب نهائي كأس الملك بين الأهلي والشباب.

الحدث التاريخي الكبير لم يمر كما كانت الأجواء الاحتفالية التي سبقت الكرنفال الكروي فقد نكد سوء إدارة توزيع التذاكر على الجماهير التي هي الأخرى حضورها القوي في الملعب حدث يضفي على الكرنفال كمال المشهد الاحتفالي فقد عانت من الفوضى وصعوبة الحصول على التذاكر.

وغرد مغردون في موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن مهازل رافقت توزيع التذاكر عبر منافذ البريد السعودي الذي من الواضح أنه انكشف وأوكل له مهمة هو أضعف من أن يقوم بها والدليل المعاناة والمآسي للحصول على تذكرة.

اللافت والغريب ما نقله مغرد نقلاً عن موظف في بريد مكة قسمه بقوله أنه لم يصله سوى 1500 تذكرة وعلى فرضية صدقية الواقعة ماذا يعني ذلك..؟

فقط 1500 تذكرة مما يؤشر على أن هناك مافيا بيتت النية على ابتزاز الجماهير في السوق السوداء.. ولعل قرارا صدر بفتح بوابات الملعب ووقف معاناة الجماهير(المقال كتب فجر الأربعاء) وهو بالحجم والسعة قادر على استيعاب كل الجماهير الراغبة في الحضور للملعب.

ولعل مع نشر المقال في يوم التدشين تكون المتاعب قد انتهت بتدخل قوي يصفع رؤوس الفوضى الذين خلف سوء عملهم معاناة الجماهير وهو تصرف مستهجن.

ويفترض ألا يمر دون عقوبات رادعة أقلها فك الارتباط بين البريد وشركة صلة ومحاسبة من أساء التعامل مع الجماهير وسبب لهم معاناة نفسية لايدرك قسوتها إلا من يعشق كرة القدم.

معلوم أن الدخول للملعب أعلن عنه مجاناً للجماهير بمناسبة التدشين برعاية ملكية ولا أدري هل طبعت التذاكر كتذكار أو لعملية إحصائية أو لأي سبب آخر.. أو ـ ولا ظن أو ـ أن التذاكر سوق لها استثماريا كشطارة غير معتادة.

ويفترض والجماهير تواقة لرؤية الملعب وحضور المناسبتين التدشين ونهائي الكأس أن يتم فتح جميع بوابات الملعب الضخم لاستقبال الجماهير والاحتفاء بهم بدلاً من تعذيبهم في طوابير بدائية تعمها الفوضى بلا احترام من الموزعين لمحبي كرة القدم.

وما نقلته صحيفة "الرياضية" وبالصور في عددها أول أمس الثلاثاء قبل اللقاء بيومين بالإضافة إلى ما نشر من صور في موقع التواصل تويتر لشيء مخجل جدا بإهانة الجماهير وكأنهم جاءوا متسولين.

مقالي اليوم يفترض أن يكون احتفاليا بهذ المناسبة الجميلة ومحافظة جدة تبتهج بدخول ملعبها الجديد حيز الخدمة لكن الأحداث التي سبقت الكرنفال الجداوي أرى أنها في حكم الأسوأ والأسوأ عادة في المفهوم الإعلامي هو من يتصدر الأحداث وليس الأجمل باعتبار أن الأجمل يفترض من المنظمين أن يجعلوه جميلا.

ومع الأسف لم يفعلوا ولو فعلوا سيكون مقالي هذا متماشياً مع لون الجمال السائد في لحظة تاريخية وجدة وأحد عملاقيها الكرويين طرفاً في اللقاء الذهبي وبرعاية ملكية تدشن الحدث وترعى النهائي في ملعب يتسع لـ 65 ألف مشجع هو الأضخم في تاريخ الإنشاءات الرياضية في البلاد بعد ملعب الملك فهد بالرياض الذي دشن عام 1988 ويتسع 63500 مشجع.

يبقى القول ومع سطوع نهاراليوم الخميس (يوم الجوهرة) أن تكون الأمور والفوضى قد أخمدت ووئدت بفتح بوابات الملعب للجماهير دون الحاجة لإبراز تذكرة.

وفي ذلك ضرب لكل أصحاب النفوس الضعيفة والانتهازيين بأن يبقى ما جمعوه من تذاكر بطريقة غير مشروعة لبيعها في السوق السوداء أن ترتد لهم عواقب سوء عملهم.

وعلى ضوء المشهد المخجل وتواضع أداء مسوقي التذاكر وموزعيها الكل يتمنى لو أن أرامكو تكفلت بكل شيء وهي الشركة المشرفة على مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية وسلمت عهدتها بعد مراسم تتويج الفائز.

ولو فعلت أرامكو لما كانت مهازل إهانة الجماهير حدثت، فشركة النفط العملاقة بخبراتها المتراكمة المتميزة هي القادرة على فرض النظام ومنع حدوث الفوضى.

وتبقى إشارة إلى أن لقاء الليلة بين الأهلي والشباب سيحضر فيه الفن الكروي والإثارة والتنافس الحاد لنيل الذهب وتداعيات أخرى من آثار الماضي على خلفية صراع الألسن بين منسوبي الفريقين.. وآخر لقاءين جمعا الأهلي والشباب كانا في الدوري والغلبة فيهما للشباب بفوزه في الدور الأول بهدف في الرياض ونجاحه بالعودة بنقطة من إياب ملعب الشرائع.

والفريقان معروفان للجماهير ولن أضيف جديدا في فحص مفاصلهما الفنية واعتمادها كمعطيات ملموسة لترجيح كفة على أخرى في المستوى الفني والزخم الإعلامي في جميع وسائل الإعلام سيتكفل اليوم بنشر تفاصيل التفاصيل عن الفريقين.

لكن هذا لايمنع على السريع من القول أن الأهلي المتوج بلقب الكأس الملكية 12 مرة في تاريخه وبانفراد مريح عن أقرب منافسيه هو مرشح الليلة برفع عدد كؤوسه إلى 13 مع نهاية اللقاء بفوزه على الشباب بدعم قاعدته الجماهيرية العريضة التي ستغطي الجوهرة باللون الأخضر وهو المتوقع حدوثه أكثر من توقع حدوث فوز الشباب.