التهاني للنصر وجماهيره على إنجازه الكبير في كرنفال جماهيري كبير ومهيب بتحقيقه (البطولة)، وهذا يعني أن مجد العالمي عاد، وأن عصرا مشرقا جديدا لعميد أندية آسيا العالمية قد بدأ بإعادة إنتاج تاريخه المجيد الحافل بالإنجازات والعابر للقارات. وفوزالنصر وهو أحد أضلاع الكرة السعودية الهامة بـ(البطولة)، وعودته بقوة إلى المسرح الكروي السعودي والآسيوي لايسجل للعملاق الأصفر على أنه مجد خاص بل له تداعياته الإيجابية على الجسم الكروي السعودي بشكل عام، وعودته تعني أن تفعيلا نشطا في المسيرة الكروية السعودية في مجال كرة القدم على مستوى المنتخب. وانتفاضة النصر الفنية كان لها صدى كبير في الأوساط الرياضية، وفرضت على النقاد الرياضيين والمتابعين إعادة النظر في قناعاتهم السابقة عن الفريق النصراوي التي بنيت على نتائجه المتواضعة السابقة، وهي نتائج لاتليق بفريق عالمي جماهيري له جذوره التاريخية الخضراء بالإنجازات. وأيقن من تابع النصر ونتائجه الجيدة أن هذه الانتفاضة الفنية التي أسعدت جماهيره وأعادتها بكثافة للمدرجات لابد أن تكون نهايتها مبهرة، وكان الإبهار بالفوز بـ(البطولة). لقد ضرب النصر موعداً مع التوهج بعد أن مكن أعماله الإدارية والمالية، وعالج خطوط النقص فيه بأجانب مؤثرين، ولم تكن العودة التي طال انتظارها من جماهيره وليدة حظ تبسم له، ولكن في مقدمة العودة ذلك العمل الجماعي النصراوي وإن كان متأخرا. لقد وقف رجال النصر الداعمون والمؤثرون مع فريقهم، وبدا رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي في قمة سعادته بالتفاف الجميع حول الكيان، ولم يعد اللاعبون يتامى في الرعاية الإدارية، فكان الجميع معهم ماليا ومعنويا ونفسيا، فكان الانعكاس الإيجابي على الجسم الفني وبانت فوائد العمل الجماعي تحت مظلة خدمة الكيان بعد غيبة طويلة عن المنصات الكبرى.. كان آخرها تربعه على العرش الآسيوي بطلا لآسيا وللسوبر الآسيوي عام 1988. والنصرالبطل بلغ نقطة الارتكازالصلبة نحو التطلع إلى مزيد من الإنجازات وللمحافظة على خط النصر متجها إلى أعلى تقع على إدارته وأعضاء شرفه مسؤولية مضاعفة للمحافظة على الإنجاز، بإبقاء التكاتف لخدمة الكيان قائما وتفعيله أكثر للمضي إلى مزيد من الإنجازات. كما أن اللاعبين وقد انتهت معاناتهم من تأخر حقوقهم ورواتبهم باعتماد نظام دقيق بإيداعها في حساباتهم في آخر كل شهر ميلادي.. مطالبون بتصفية أذانهم من متاعب الماضي والتركيزعلى وظيفتهم الرئيسية كلاعبين محترفين ببذل كل ما في وسعهم لخدمة شعار النادي وجماهيره. يبقى القول إن (العقل الباطني لتاريخ النصر) ونتيجة ضغط تراكمات الإخفاقات عاش في حلم وردي كما لوكان يستمع إلى تقرير إعلامي عن إنجاز حققه.. ومع استيقاظه وصحوته من حلمه تبدل الفرح إلى حزن ينتابه شيء من التفاؤل، لعل هذا الحلم يكون حقيقة في المقبل من المنافسات الكروية. لكن وفق المؤشرات على أرض الواقع التي بانت مع انتهاء الموسم لايعدو كونه (أضغاث أحلام).. فلاجديد في النصر غير زوابع التعاقد مع لاعبين أجانب لم تتأكد بعد، حتى الكثير من الجماهير النصراوية لاتعيرها أهمية في المتابعة من جراء صدمات الماضي من فشل التعاقد مع لاعبين مؤثرين. وكانت الضربة الكبرى التي هزت أركان الكيان النصراوي وجماهيره بابتعاد كبار الداعمين الذين كان لهم دور مؤثر وهام في بلوغ النصر نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال التي خسرها برباعية من أهلي جدة. وعدم التلاقي في الرؤى مع رئيس النصر الأمير فيصل الذي غلب على سلوكه التشدد أكثر من أي وقت مضى كان سبباً في قرار الداعمين التوقف عن دعمه. وألقى الوضع بتداعياته التي تتجه إلى السلبية بظلاله السود على مستقبل النادي في الفترة المقبلة، وباتت جماهير النصر تنتظر معجزة لعودة فريقها إلى سابق مجده.