وإن كان في العنوان استباق للأحداث دون انتظار ما تسفر عنه الأحداث الكروية حتى نهاية الموسم الرياض السعودي ومعرفة بطل كأس خادم الحرمين الشريفين واتضاح الشكل الجديد لبطولة أبطال آسيا التي تشهد كل عام حركة من التغييرات لصالح مقاعد دول على حساب دول أخرى. ومع أن العنوان استباقي ومضمونه أقرب إلى سيناريو قد يحدث على ضوء ما تسفر عنه مسابقة دوري الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين عن ميلاد بطل من النصف الثاني للثمانية فرق المتأهلة للمسابقة. وفي مثل هذه الحالة فإن بطل كأس الملك سينضم تلقائياً إلى الشباب والأهلي على حساب صاحب المركز الثالث في الدوري السعودي وسيجد الهلال نفسه في الموسم الآسيوي المقبل يصارع في الملحق الآسيوي للتأهل إلى دوري المجموعات مع فرق الدرجة الأولى. وإن فشل في التأهل فإنه سيصارع مع الأندية (السياحية) الآسيوية في التنافس على بطولة كأس آسيا وهي البطولة الأقل أهمية فنياً وإعلامياً كما هو حاصل للاتفاق حالياً، الذي ظهر من خلال نتائجه الكبيرة كما لو كان يغرد خارج السرب لفارق المستوى الفني بينه وبين منافسيه المتواضعين فنياً. وقد يتخلص الهلال مما يتنظره في المستقبل في حالة فوزه ببطولة الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين التي تنطلق فعالياتها الأحد المقبل ويتأهل لبطولة أبطال آسيا وقد يخدمه الأهلي أو الشباب في حالة فوز أي منهما بالكأس، وفي ذلك عودة الاتفاق لخوض تجربة جديدة مع الملحق الآسيوي إن لم يحقق هو أيضاً بطولة كأس الملك. وقد تستعيد الفرق السعودية نصف مقعدها المفقود وتنتهي معاناة هم الملحق الآسيوي، وسيكون الاتفاق مهدداً بالخروج من قائمة الأربعة في حالة فوز أيّ من أندية الترتيب من الخامس إلى الثامن ببطولة كأس الملك. والاتحاد هو الآخر سيكون ولأول مره منذ ما يقارب عقد من الزمان خارج بطولة أبطال آسيا إن لم يفز بالكأس، وهو الخيار الوحيد له للاستمرار على التوالي في البطولة الآسيوية. وإذا نظرنا من حيث الوزن الفني لا الاسمي لما أفرزته قرعة مسابقة الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين فإن الأرقام الإحصائية تميل لمصلحة فرق المقدمة الشباب والأهلي والهلال والاتفاق على حساب ما دونها مما يعني أن الملاءة الفنية ستكون حاضرة في حسم النتائج إذا استبعدنا انتفاضات للأندية التالية لها في الترتيب. وهذه يعني وفقاً للملاءة الفنية ولغة المكاسب بالأرقام أن دوري الثمانية سيشهد إزاحة الهلال للاتحاد والأهلي لمن يقابله والاتفاق للفتح والشباب المنتشي ببطولة الدوري للنصر وسيقابل الهلال في دوري الأربعة الأهلي والشباب سيقابل الاتفاق وبطل كأس الملك سيكون واحداً من الأربعة الأوائل في ترتيب الدوري. ولأن كرة القدم لا تسلم بهذه المقاييس كقاعدة وإن كانت تعطي مؤشرات يمكن البناء عليها والعبرة كما يقولون بالتحضير الجيد المقرون بالمستوى واستغلال الفرص في الملعب الذي قد يلغي نظرية التفوق الفني. فقد نرى النصر والاتحاد في نهائي المسابقة وطريق النصر ربما يكون أسهل متى ما تجاوز عقبة الشباب في حين إن الاتحاد يتطلب منه تجاوز محطتين صعبتين هما الهلال في دوري الثمانية والأهلي في دوري الأربعة. يبقى القول إن مسابقة الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين وهي الأغلى من بين مسابقات الموسم نأمل ألا يشوبها ما شاب ختام الدوري من تجاوزات لفظية هي في عداد سقط الكلام صدرت من بعض مسؤولي الأندية فضائياً وربما كان الاحتقان أقوى من الفرحة بالبطولة وكان سبباً في فشل السيطرة على مخارج الكلمات التي طالت بعض زملاء المهنة.