مساء اليوم عند الساعة 8.35 مساءا تنطلق جميع لقاءات دوري زين في جولته الـ(25) وما قبل الأخيرة في توقيت واحد وسط تطلعات وطموحات مختلفة بين الـ14 فريقا في حدث يمكن وصفة بليلة (زين) المثيرة. وإذا استثنينا لقاء جدة بين الاتحاد سادس الدوري والنصر سابعه من بين كل اللقاءات على اعتبار توفر التوازن الفني بين الفريقين وتجاورهما في الترتيب فان بقية اللقاءات أغلبها غير متكافئة للفارق النقطي بين الفرق المتبارية في سلم الدوري. وإن كان هناك ثلاثة عشر فريقا بينهم اثنان يتنافسان على لقب الدوري كما هو الحال للشباب المتصدر بستين نقطة ومنافسه الأهلي بثمان وخمسين نقطة وآخرون لتحسين صورتهم بينهم الهلال الذي ينتظر معجزه تعطل المتصدرين.. فإن هناك صراعا آخر أسفل الدوري بين القادسية والتعاون للهرب من مرافقة الأنصار للدرجة الأولى. كما أن هناك صراعا في النصف الثاني من الترتيب بين نجران والرائد وبدرجة أقل في الحظوظ للفيصلي وهجر للفوز بالمركز الثامن لضمان التأهل لمسابقة كأس الملك للأبطال. وهذا يعني أن كل لقاء له أجندة هامة وليس من بينها لقاء تحصيل حاصل باستثناء لقاء الاتحاد والنصر غير المؤثر في ميزان الخسائر المؤلمة وإن كان ربما يحرك الاتحاد إلى الترتيب الخامس في حين إنه للنصر فوز معنوي. واللافت في هذه الجولة أن فريق الأنصار الهابط إلى الدرجة الأولي بنقاطة العشر والمتطور بعد فوات الأوان ربما يترك بصمة رحيل مدوية وستقرع أجراس أكبر مفاجآت الموسم إن نجح في الفوز على الشباب في الرياض. والأنصار ربما يفعلها ويلحق بالشباب أول هزيمة في الدوري وهو الذي تطور أداؤه بعد الجولة الثامنة عشرة وله تجربة ناجحة في تعطيل فرسان المقدمة بدءا بتعادله مع الاتفاق في الدمام وإعادة رسمه خريطة الصدارة بدحرجته الاتفاق من الترتيب الثالث إلى الرابع وخدمة الهلال بصعوده إلى المركز الثالث وانتهاء بفوزه الأخير على مارد الأحساء فريق الفتح. وإن فعل الأنصار المفاجأة الكبرى فهو أيضا يخدم الهلال مجددا إن نجح الزعيم في تجاوز جروحه الآسيوية في الفوز على مضيفة نجران وتعزيز نقاطه ليبقي أمله قائما بلقب الدوري حتى اللحظات الأخيرة في انتظار أن تخدمه الظروف. ومع استبعاد ذلك إلا أن هناك مؤشرات قد تخدم الأنصار الذي يلعب مرتاحا في مواجهة فريق بلغ حدا من الاحتقان الفني والإداري وظهر ذلك واضحا في لقاء الاتفاق والشباب في الدمام في الجولة الماضية مما يعني أن هناك اضطرابا في تحضير الفريق الشبابي وتهيئته للمواقف الحاسمة والمؤثرة. وبعيدا عن الحديث عن مفاجأة أنصارية تحطم المقاييس الفنية يشهد ملعب الرائد في بريده موقعة لا تقل إثارة في مواجهته مع الأهلي الذي هو الآخر يملك مفاتيح اللقب إن فاز الليلة لينفرد بالشباب في جدة في الجولة الأخيره. ولا مجال للأخضر غير الفوز وغير ذلك يعني أن الرائد خدم نفسه واقترب كثيرا من مجموعة الثمانية وقدم هدية ثمينة للشباب بتتويجه بطلا للدوري إن مر لقاء الرياض بين الشباب والأنصار طبيعيا. يبقى القول إنه من الصعوبة بمكان أن يفرط الشباب والأهلي في مكاسبهما وهما على بعد خطوة حاسمة تحدد بطل الدوري وكل المؤشرات الفنية تقول لاجديد على النصف الأول في ترتيب دوري زين. لكن الجديد المتوقع في هذه الجولة قد يحدث في ذيل الترتيب بتبادل المراكز بين فريقي القادسية بترتيبه الثالث عشر والتعاون بمركزه الثاني عشر. وبات وفق تركيبة فرق الدوري أن أحدهما مهدد بمرافقة الانصار وإن كانت حظوظ القادسية في لقاء الليلة مع هجر أفضل من التعاون الذي يحل ضيفا على الفتح مع التسليم أن كرة القدم لا تعترف إلا بالعطاء واستثمار الفرص.