بيان النصر المتأخر في الرد على شائعة السحر المزعومة سبقه وعي الجماهير التي بكرت في الاستخفاف بها من خلال المنتديات ومواقع التواصل وسخرت مما تردد على نطاق واسع بأن النادي تعرض للسحر وأنه وراء انتكاساته وسبب هزائمه المتتالية خاصة بعد معسكر الدوحة. وتأخر الإدارة الذي يفترض أن يكون تعاملها فورياً مع الشائعة لقطع دابرها يدفع إلى التكهن الأقرب إلى الفرضيات بالآتي: أولا: إن الضغوط الجماهيرية على الإدارة أربكت قدرتها على التفكير ولم تتعاط مع الشائعة في وقتها وباتت مترددة في التعامل معها وهي ليست على يقين من قدرة فريقها في الفوز على التعاون وتخشى تعاظم ردة الفعل وفضلت السكوت حتى يأتي الفرج. ثانيا: على فرضية أن الإدارة تريد أن تختبر ردود أفعال الجماهير النصراوية على شائعة السحر فإن رأت أن هناك شبه قابلية للتصديق وجاءت نتيجة التعاون في غير صالح الفريق لربما يكون البيان مختلفا بإعلان حالة الاستنفار لفحص النادي شبرا شبرا لتطهيره من أية أعمال شريرة. ثالثا: السحر كما هو معلوم حقيقة وأوضاع الفريق تسهل من قابيلة التصديق لدى البعض من مثل هذه الشائعات وستجد الإدارة في ذلك ما يساعدها على تخفيف الضغوط الجماهيرية المتزايدة والناقمة على سلوكها المتعثر ولو مؤقتا. رابعا: (الخطة ب) إن فوز النصر على التعاون بخماسية دفع الإدارة في اليوم التالي للمباراة إلى إصدار البيان النافي لشائعة السحر وتكذيب كل ما نشر حوله على اعتبار أن النتيجة أبطلت أكاذيب مروجي الشائعة ولم تعد ورقة رابحة للدفع بها لمواجهة الغضب العارم المتوقع فيما لو واصل النصر الهزيمة الرابعة على التوالي. والتكهن الثالث لا يستبعد فرضية أن هناك أيضا قوى مناوئة للإدارة كانت وراء مثل هذه الشائعة لانتهاز نتائجها لو نجحت في بلوغ أهدافها في توجية مزيد من الضربات للإدارة لفرض واقع جديد خاصة بعد فشل مشروع إسقاط الرئيس من خلال تحريض الجماهير بالتجمع حول النادي للمطالبة برحيل الإدارة. يبقى القول إن ما سبق مجرد تكهن قد يكون نقص الخبرة وراء تأخر البيان في الوقت الذي يتطلب السرعة القصوى في التعامل مع مثل هذه الشائعات. وعلى الرغم من أن البيان جاء متأخرا وبدا غير مكتمل النمو من حيث حبك الصياغة معلوماتيا وفنياً وغرابة تبرير التأخير بالحرص على اللاعبين وكأن انتشار الشائعة لا يؤثر إلا أنه تضمن اعترافا بتقصير الإدارة في إعداد الفريق وهو الكلام الذي قاله المدرب ماتورانا قبل البيان ولعل الاعتراف يقود إلى الإصلاح. وتبقى إشارة إلى أن ضعف حيلة الجهاز الإداري لم يكن مقتصرا على الجوانب الإدارية والمالية والفنية بل امتد إلى الجوانب الإعلامية في كيفية التعامل مع الشائعات وحادثة شائعة السحر تؤشر إلى ضعف واضح في استخدام أدوات المعالجة العلمية. وكان حرياً بالإدارة توجيه المتحدث الرسمي بالاتصال الفوري مع خبراء الإعلام المختصين القريبين منها لأخذ الرأي العلمي في المعالجة ومنهم على سبيل المثال الدكتور فهد العسكر أستاذ الإعلام المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ولوضع حد للمهازل والأكاذيب التي تسيء للكيان النصراوي الكبير يفترض أن تمارس الإدارة حقها في كشف (معاول الهدم) والتحرك القانوني لملاحقة المحرضين والمشائين بالنميمة، وكل من يحاول إلحاق الأذى بالنادي وجماهيره.