|


محمد السلوم
عاصفة الغضب الأصفر
2011-11-29
يمكن القول إن الظروف المتناهية السوء التي يمر بها نادي النصر وتحديدا في هذا الموسم غيرت الكثير في سلوك الخارطة الجماهيرية النصراوية الكبيرة، فلم تعد عاصفة الغضب الأصفر على المستويات مقتصرة على اللاعبين والأجهزة الفنية.. وحلت هذه المرة على رئيس النادي.
ويواجه رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي هذه الأيام عاصفة من الغضب الجماهيري على خلفية النتائج المتدهورة للفريق، وذهب البعض منهم إلى المطالبة برحيله تحت وطأة صدمة الانتكاسات المتتالية الأخيرة وتراكمات الإخفاقات السابقة.
وفي مثل هذه الظروف العصيبة ينتظر من الأمير فيصل التعامل مع أول اختبار جدي يواجهه في حياته الإدارية منذ تسلمه قيادة الفريق قبل موسمين.. تفعيل كل مايمكنه تفعيله لتجاوز المنعطف الأصعب في فترة رئاسته.
والأمير فيصل لاينقصه الذكاء في التعامل مع الموقف، وسيرته الأولى في أول خطواته الذكية للدخول إلى المسرح النصراوي أثلجت صدور الجماهير كما لو كانت تحقيق بطولة كبيرة.. بإقامته حفل اعتزال للأسطورة الكروية ماجد عبد الله بإحضار ناد كبير في حجم ريال مدريد.
تلك الخطوة في ذلك الوقت وضعته بلامنازع بالمقاييس الجماهيرية الرجل الأول في نادي النصر..عبر من خلالها إلى قلوب الجماهير بسرعة تفوق سرعة الصوت.. بتكريمه لرمزهم الكروي الكبير، وبادلت الجماهير التكريم بالترحيب والثناء، ورأت فيه في ذلك الوقت على أنه من سيعيد النصرإلى أمجاده.
وتعاظمت شعبيته بين الجماهير في وقت وجيز، ووسط هذا الزخم بات لا أحد ينافسه في الأفضلية على مقعد الرئاسة، وعندما حان يوم الجلوس انتخب بالإجماع رئيسا للنصر لمدة أربع سنوات، وتفاءلت الجماهير خيرا بالمستقبل.
واليوم وهو أمام العد التنازلي لشعبيته يواجه اختبار الخروج من المأزق.. والجماهير قد انتظرت الفرج ولم يأت الفرج وضاق الصبر بالصبر وانفجر الغضب في وجه رجل كان في يوم مضى وجه السعد، وتبدل الأمر إلى وجه النكد.
لقد أخطأ فيصل في الانفراد بالعمل الإداري، وتجاهل أهمية الآخرين من أعضاء النادي والمختصين، وأخطأ في التعامل مع الاستحقاقات المالية في موعدها، ويدفع حاليا ثمن مساوئ الإدارة الاستحواذية في ناد كبير يصعب على فرد مهما كانت قدراته الفكرية والمالية تسيير كل أموره.
ومن الواضح أنه لم يعط هذا الجانب أهمية في إدارة ناد جماهيري كبير في حجم النصر الذي يحتاج إلى مجمع للأفكار في كل التخصصات الإدارية والفنية تصاغ في خطط بحكمة خبراء مجتمعين كما هو الحال في كل أندية الاحتراف المتقدمة.
وعاصفة الغضب الجماهيري فرضت واقعا لابد أن يحترم وفي الدروس عبر لمن اعتبر، وحان وقت الجمع الأكبر لمواجهة الغضب الجماهيري باجتماع تاريخي فوق العادة يجمع كبار رجال النصر..لوضع حد للأسباب التي قادت إلى منحدر سحيق يمر به النادي نحو بلورة خطة فعالة لفرض منهجية علمية في العمل.
وأمام الرئيس فيصل فرصته الأخيرة، والفصل الثاني من الدوري سيكون له اختبار نهائي إما النجاح ولاخيارغير الرحيل وربما بلا أسف من الجماهير التي تريد لناديها المجد واعتلاء المنصات.
ورحيل مؤثرعلى هذا النحو إن حدث هو تسويد لصفحة رئيس أنفق عشرات الملايين وجلب الكثير من اللاعبين لدعم الفريق وغادر بلاحصاد يذكره التاريخ، وهو أمر لا أحد من محبي الكيان يتمناه لرجل اجتهد وجاهد لخدمة الكيان.
يبقى القول وقد تكشفت كل العيوب وبانت الأخطاء ودفع الكيان الجماهيري الثمن، والأسباب والحلول لمن أرادها بعمل جاد واضحة.. بتنظيف النادي من الديون، وبرمجة المال والأعمال وفق نظام مقنن للجهاز الإداري والمالي والفني واضح ومريح لضمان بيئة صحية منتجة وجاذبة.. ولبؤرالتشويش والتخريب طاردة.