|


محمد السلوم
الأخضر لم يعط إشارة الاطمئنان بعد
2011-11-13
لا يعني فوز الأخضر السعودي أول أمس الجمعة على المنتخب التايلاندي بثلاثية في الجولة الرابعة ضمن المجموعة الآسيوية الرابعة المؤهلة لتصفيات كأس العالم في البرازيل عام 2014 أن الطرق أصبحت مضاءة للتأهل للمرحلة التالية.
صحيح أن الفوز أعاد الأخضر للمنافسة وعزز من فرص تأهله وأزاح سحابة من الأتربة السوداء في الطريق كانت تخيم على اللقاء، وخفف من الضغوط النفسية على كاهل لاعبي المنتخب إلا أن الأخضر لم يعط إشارة الاطمئنان الفنية بعد الباعثة على الارتياح في مشواره فيما تبقى من مباراتين مع عمان وأستراليا.
ويؤمل أن يكون الفوز بداية الانطلاقة الجادة وسط مجموعة أصبحت الأبواب فيها بفوز المنتخب العماني على الأسترالي في مسقط مشرعة للجميع مع أفضلية للسعودي على التايلاندي والعماني.
ويعزز حظوظ الأخضر كون مفاتيح التأهل في جيبه متى ما استثمرها لصالحة بالفوز في اللقاءين المقبلين دون انتظار نتائج الآخرين لخدمته والذهاب مع الأسترالي إلى المرحلة التالية.
ويمكن القول إن ساعة الأخضر قد دقت دقتها الإنعاشية الباعثة على الأمل ورفضت التوقف وكانت في الموعد وظهر رونقها لافتاً في أهازيج المدرجات الصاخبة بحضور جماهيري كبير أكثر من دقتها فنياً على أرض الملعب.
ويسجل لجماهير الأخضر الوفية تميزها الحضوري والإسنادي الذي ساهم في تحفيز الأخضر وهو في أشد حالاته النفسية حرجاً على وضع حد لتمرد التايلاندي اللافت هذا العام في مسرح الكورة الآسيوية بهزيمته وانتزاع الترتيب الثاني منه في المجموعة.
والملاحظ أن الدعم الجماهيري الكبير لم يواكبه عطاء مثله من اللاعبين وربما إن الضغوط المحيطة بالفريق في مباراة مفصلية كان لها دور في الفراغات الفنية المزعجة في خطي الوسط والدفاع والأخير انكشف في مرات خطيرة كادت أن تسفر عن هدفين تايلانديين.
لكن ما أزعج أكثر من المستوى الفني هو ما حدث في الدقائق الأخيرة من فوضى كادت أن تحول أرض الملعب إلى ساحة للاشتباكات بالأيدي بسبب تصرفات رعناء من بعض لاعبي المنتخب التايلاندي وجدت من يستجيب لها من بعض اللاعبين السعوديين الذين يبدو أنهم كما لو كانوا يفكرون بعقلية لاعب الحارة، لا بعقلية حضارية قبل أن تكون احترافية وهم يرتدون شعار بلدهم.
ويفترض من إدارة المنتخب وهي التي شاهدت الفوضى أن تواجه مثل هذه التصرفات بموقف حازم للحفاظ على الكرة السعودية من التشويه ودرءاً للعقوبات بسبب تصرفات حمقاء، قد تكون سبباً في تعثر مسيرة المنتخب.
يبقى القول إن الأخضر عبر المحطة الفاصلة بين البقاء والمغادرة بالأهم وهي النتيجة في مباراة هادرة جماهيرياً متوسطة فنياً لضعف الترابط بين صفوفه مما يتطلب من الجهاز الفني إعادة ترتيب أوراقه قبل اللقاء الهام جداً أمام عمان بعد غد الثلاثاء في الرياض.
ويعلم نجوم منتخبنا أن المباراة الماضية كانت فرجاً وفتحاً مبيناً أبقت الأخضر في المنافسة وأن التفريط في النقاط يعني خطر الخروج من المسابقة أو البقاء رهن حسابات معقدة في انتظار ما تسفر عنه الجولة السادسة والأخيرة من نتائج.
ولقاء الجولة الخامسة بعد غد الثلاثاء أمام المنتخب العماني في الرياض يجب إعطاؤه أهمية قصوى، لا سيما وأنهم سيقابلون منتخباً منتشياً مرتين بفوزه على المتصدر الأسترالي وعودته للمنافسة بعد أن كانت حظوظه في حكم المتلاشية قبل لقاءات الجولة الرابعة.
وتبقى إشارة لافتة إلى أن أول أمس الجمعة 11-11-11 يوم تاريخي مميز في التقويم الزمني الميلادي، ومميز أيضاً لمنتخبات عرب آسيا بفوزها في الجولة الرابعة، ويستثنى المنتخبان الكويتي الذي خسر من اللبناني والإماراتي من الكوري الجنوبي.
فقد غرد المنتخبان العراقي والأردني بصدارة مجموعتهما وإلى حدما البحريني الذي تعادل معه الإيراني في الدقيقة 92 من الوقت بدل الضائع وحسن القطري بالفوز على إندونيسيا فرصة.
وأكثر الفرحين بالفوز هما المنتخبان السعودي بفوزه على التايلاندي والعماني الذي هزم المتصدر الأسترالي في مسقط والفوزان أبقيا الأخضر والأحمر في المنافسة.