|


محمد السلوم
دقت ساعة الأخضر
2011-11-11
دقت ساعة الأخضر السعودي وهي التي لازالت في الخدمة إيذانا بشحن طاقتها وضبط حركة عقاربها للحيلولة دون توقفها في مرحلة مصيرية استعدادا للقاء اليوم على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض مع المنتخب التايلاندي ضمن المجموعة الآسيوية الرابعة لتصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال البرازيل عام 2014 في جولتها الرابعة.
والمنتخب السعودي ثالث المجموعة بنقطتين يواجه خطر الإقصاء من منتخب تايلاند ثاني المجموعة بأربع نقاط والصاعد الجديد على المسرح الكروي الآسيوي، ولاخيار أمام الأخضر للاستمرار في المنافسة غير الفوز لبقاء دقات الساعة الخضراء تعمل لرصد الزمن في طريق طويلة إلى البرازيل.
والثابت في الملاعب الخضراء أن الكرة لاتعترف في كل الأحوال بالأسماء بل بالعطاء داخل الملعب مما يفرض على الأخضر إعطاء المارد التايلاندي كل طقوس الاحترام والتعامل معه بكل جد للتغلب عليه لحصد ثلاث نقاط في غاية الأهمية للبقاء في دائرة المنافسة.
واحترام الخصم واجب مهني وأدبي صغر أو كبر كما هو معروف في أدبيات الملاعب الخضراء، ومؤشرات كرة القدم الآسيوية لعام2011 أظهرت أن المنتخب التايلاندي خصم عنيد وجب احترامه ولم يعد ذلك الاسم الصغير كرويا.
كما أنه من العبث إدراج نتائجه الماضية ضمن المفاجآت فقد أكد سلامة تطوره باحتلالة المركز الثاني في المجموعة بخسار صعبة في الدقائق الأخير بهدفين لهدف من المنتخب الأسترالي المتصدر بالعلامة الكاملة وفوزعلى الأحمر العماني بثلاثية وتعادل سلبي مع العملاق الآسيوي الأخضر السعودي.
وأمام الأخضر لمواجهة المد التايلاندي مسئولية مضاعفة لتجاوز مرحلة الحسابات بحسم لقاء اليوم واللقاءين التاليين يوم الثلاثاء المقبل أمام الأحمر العماني في الرياض وفي التاسع والعشرين من فبراير المقبل أمام أستراليا على أرضها في الجولة السادسة والأخيرة.
وإذا نجح الأخضر في وقف (التمرد) التايلاندي اليوم وفوز المنتخب الأسترالي على التايلاندي في بانكوك وفوز الأخضر على العماني في الرياض يوم الثلاثاء المقبل فهذا يعني نصراً للأخضر ليذهب إلى أستراليا وبيده لابيد غيره التأهل بالبطاقة الثانية إلى المرحلة التالية عن المجموعة مع أستراليا التي ضمنت البطاقة الأولى.
يبقى القول إن المتغيرات الفنية في خارطة الكرة الآسيوية رسمت واقعا جديدا ببروز قوى كروية جديدة فرضت على الأخضر أن يكافح لحماية اسمه وتاريخه الآسيوي من التآكل وإعادة فرض وجوده من جديد قاريا وضمن ممثلي القارة الصفراء في نهائيات كأس العالم المقبلة للمرة الخامسة في تاريخه وإعادة ربط سلسلة التأهل المتتالية التي انقطعت بعدم تأهله إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010.
والمنتخب التايلاندي المتطور فرض واقعا جديدا وأنذر المنتخبات (الراكدة) أن إعادة صياغة خريطة الكرة الآسيوية قد بدأت وإن لمعان الاسم إذا لم يكن مقرونا بالعطاء والعمل داخل الملعب وخارجه مصيره إلى الانكماش لصالح القوى الجديدة على المسرح الكروي الآسيوي.
وهاهو بتطور مستواه اللافت أصبح يحدد مصير واحد من كبار آسيا، ويتطلع للتأهل للمرحلة التالية بحصد البطاقة الثانية في المجموعة على حساب الأخضر ومن ملعبه في الرياض.
ويبقى على نجوم الأخضر قطع الطريق عليه وإعلان حالة الاستنفارالقصوى بالتعامل مع الجولات الثلاث الباقية كما لوكانت نهائية.. وهم لها قادرون، وقد عرف عنهم أنهم رجال المواقف الصعبة متى ما أدرك كل لاعب وهم مدركون أن المكاسب لاتأتي إلا بالعطاء والانضباط الفني داخل الملعب وبذل كل الجهد في سبيلها.
وجماهير الأخضر مطالبة بالزحف الكبير إلى ملعب المباراة وبصوت مجلجل للمساندة في يوم لاينفع فيه إلا الفوز.. والفوز يحتاج إلى دعم معنوي كبير لشحذ همم نجومنا لتحقيق نصرغال وثمين يبقى الأمل قائما.