|


محمد السلوم
النصر : (لافكاهة ولا مازيه)
2011-10-27
في المدينة المنورة.. حين يلتقى الأنصار والنصر، الأول هزم في كل لقاءاته الستة السابقة، والثاني تلقى من الضربات الموجعة من الكبار ومادون ذلك.. ولم (يصحصح) بعد، وقد يصحصح و(يفش خلقه) في الأنصارلاستبعاد حدوث غير ذلك.
والنصر على هذا الحال المتردي تذكرت قول أهل الشام (لافكاهة ولامازية)، وأظنه ينسحب على أداء العالمي في الجولات الست الماضية.. وآخرها خسارته على أرضه من الاتفاق بثلاثية وبشكله المعتاد.. لامستوى يعول عليه ولانتيجة تمتص الأخطاء التكتيكية والتكنيكية، ويجوزالقول والحال كماهو أن أداء النصر بلافكاهة ولامازية.
وهنا استثني النجم النشط خالد الغامدي لحداثة انضمامه للنصر، ولم يتمكن بعد (الفايروس النصراوي النفسي من العشعشة في رأسه) مثل بقية اللاعبين، والخوف قائم من انتقال العدوى له إذا استمر الفريق على وضعه (النفسي) المتدهور.
وإن كان هناك من شيء يسجل للنصر في مباراته مع الاتفاق كإنجاز هو تسجيل لاعبه الكولمبي بينو أسرع هدف في دوري زين في الدقيقة الثانية، وهو الأول أيضا في الشباك الاتفاقية التي كانت نظيفة قبل انتهاء الجولة السادسة، وفيما عدا ذلك اجتهاد نصراوي قابله انضباط اتفاقي.. وانتصر الانضباط على الاجتهاد.
في مقالي يوم الخميس الماضي تساءلت:هل (يملح) الاتفاق جروح النصر؟ وهو ماحدث وذر الاتفاقيون الملح على الجروح النصراوية المفتوحة، ليزداد الألم على الألم ببقاء الفريق في دوامة من العسر، مما يعني أن الكلام عن إصلاح الفريق لم يرق إلى القدرة على فعله بشهادة أرض الملعب.
ولم يعد هناك من الكلام أكثر مما قيل مرارا وتكرارا عن ضبط المنظومة الإدارية والمالية والفنية النصراوية، وبقي الخلل على حاله والنتائج خير برهان والهزيمة الأخيرة تنذر بخطر كبير ووضع مخيف لجماهير العالمي.. إن بقيت الأذن صماء وبعض الألسن تطلق الكلام في الهواء.
ورغم نزيف النقاط والدوري لازال في ربعه الأول، إلا أن الجماهيرالنصراوية تخشى من أن ما تأخر قد يكون أسوأ مما تقدم.. مخافة من استمرار التداعيات السلبية في عصفها بالفريق إن لم يكن هناك عمل جاد وصادق لمعالجة الداء بدواء لاسقم بعده.
يبقى القول إنه لم يعد للأعذارمكان للاستيعاب، ولم يعد للكلام قابلية للتصديق، فالمشهد بات واضحا للجماهير وللصبرحدود، وقد بلغت الجراح حدود تحمل الآلام.
والتساؤل القائم والجروح تزداد اتساعا.. عما إذا كان في هذا الكيان الكبير بصير؟ أم هم صم (غير بكم) لايبالون؟ أم أن هيئة أعضاء الشرف (اللويا جيرجا النصراوية) قد شلت قواهم الفكرية والمالية؟ أم أنهم ينتظرون المزيد من الجراح لـ (ترتيبات جديدة)؟
أم أن الجفاء الشرفي المالي والفكري رد فعل للسلوك الإداري الانفرادي للأمير فيصل بن تركي رئيس النصر.. وتداعياته يدفع ثمنها الفريق؟
لقد ذهب زمن (الفهلوة الفردية)، ولم يعد مثل هذا السلوك مقبولا في عصر وقوده الاحتراف الفكري والمالي.. وأدواته البرمجة المنظمة والمنتظمة، ومن لايعمل على أسس سليمة عليه أن يتحمل العواقب، والعبرة بمعالجة الأسباب لا القفز على النتائج وإطلاق الوعود والأعذار والبحث عن (شماعة) لامتصاص غضب الجماهير بطرد المدربين وتنحية الإداريين.
وتبقى إشارة لافتة فيها درس للمجتهدين أن الاتفاق بكرته الجميلة وبجماعيته المبرمجة واصل صدارته للدوري بستة عشر نقطة.. بتوازن إداري وفني سليم وظف لمصلحة الفريق.
ونشاط اتفاقي فني منظم على هذا النحو.. أعاد للأذهان ذكريات جماعيته اللافتة بقيادة مهندس الانتشار الميداني في ذلك الوقت المدرب القدير خليل الزياني.. الذي يشغل حاليا منصب نائب الرئيس.. وهكذا يؤتي استثمار الكفاءات أكله فنيا وإداريا.