|


محمد السلوم
صناع التأزيم والجدل الرياضي
2011-10-18
لايمكن القول إن عناصر التأزيم في كرتنا مصدرها مسئولو الأندية أو الإعلام الرياضي، وقد مضى من دوري زين خمس جولات ساخنة بالأحداث بدءا من صورة (أصبع) الهلالي الإفريقي إيمانا مرورا بتغليظ العقوبة على القائد النصراوي حسين عبد الغني بإيقافه ثلاث مباريات وانتهاءً بلائحة الانضباط الجديدة.
وهذا يعني أن الأندية والإعلام الرياضي ليسوا من أغلق ملف إيمانا قبل ظهور الحقيقة للرأي العام، ولم يكن لهم دور يذكر في إظهارونشر لائحة الانضباط الجديدة على موقع الاتحاد السعودي لكرة القدم و(على أي نحو تكون).. التي لاقت اعتراضا من الأندية ونقدا من الإعلام.
إذاً تتنوع الأحداث وصناع التأزيم والجدل في الوسط الرياضي واحد، ويتمثل في الغالب في لجنة الانضباط وبدرجة أقل هذا الموسم في باقي اللجان، وإن كان سوء التحكيم في الموسم الماضي هو من تصدرتأزيم المشهد الرياضي.
وتدخل الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب لوقف العمل باللائحة الجديدة كان بمثابة حماية الأندية من (تسونامي) مالي جارف مملوء بالصواعق والعقوبات المغلظة التي تضمنتها اللائحة، ولوكتب لها سريان نافذ لعصفت بخزائن الأندية.
ومعلوم أن الأندية تعاني من خلل في ميزانها المالي بين الإيرادات والمصروفات، وتتأخر في الوفاء بالالتزامات التعاقدية من الرواتب والاستحقاقات المالية الأخرى، وتساهم أيضا هيئة دوري المحترفين في أوجاع الأندية بتأخر صرف حقوقها من النقل التلفزيوني وغيره من الإيرادات الأخرى التي تشرف عليها.
لقد حمى الرجل الذي يحمل هم القيادة الرياضية وحرصه على فرض العدالة في التطبيق الأندية من تعسف اللجان التي على مايبدو أفرطت بما يشبه الفلتان في استغلال الصلاحية الممنوحة لها من صاحب الصلاحية.
والأندية الرياضية وجماهيرها تنشد هدفاً واحداً وهو العدالة ولاغير العدالة، وسيعزز تحقيق الهدف المنشود التخلص من عوائق بلوغه بإجراء عملية غربلة واسعة النطاق في اللجان المثيرة للمتاعب.. وتشخيص الأسباب السلبية هو الطريق الصحيح لعلاجها.
وإجراء شجاع وقوي بإبعاد عناصر التأزيم ومثيري الجدل في الوسط الرياضي من أعضاء لجان وحكام كرة القدم المشائين بالأخطاء في كل مباراة توكل لهم، كفيل بخلق الارتياح والثقة ويحل محلهم القوي بعلمه وفنه، الأمين بأفعاله وأقواله.. ممن تنطبق عليهم الآية الكريمة :(إن خير من استأجرت القوي الأمين).
ويتطلع كل الرياضين أن يكون شعار اللجان في المرحلة المقبلة العدالة في التشريع والتطبيق، وأن يكون المشرع والمطبق في حجم ثقل الأمانة والمسئولية التي أوكلت إليه، وأحسن التعامل معها وفق نصوص الأنظمة الواضحة والصريحة ولامجال للاجتهاد أو المجاملات بوجود نص.
وعند ذلك نستطيع القول بكل تفاؤل إن عصراً جديدا قد شع نوره على مناخ كرة القدم السعودية كفيل بخلق أجواء رياضية صحية تمهد الطريق نحو ثورة رياضية شاملة ووسط أجواء خالية من الاحتقان والتجاذبات تقود إلى تحقيق الأهداف وقطف ثمار النجاح.
يبقى القول إن الرياضين ينتظرون من قائدي سفينة الرياضة الوقوف بحزم ضد من يسعى إلى غير ذلك لتستقيم أمورنا الرياضية على سراط مستقيم وتنعم جماهيرنا الوفية بكرتنا السعودية.
وتبقى إشارة أخيرة مفعمة بالأمل بأن نرى أنفسنا عاجلا غير آجل وسط أجواء كروية مثيرة بالعطاء الإيجابي والتنافس الراقي، ولنودع أحداث التخبط التي شوهت كرتنا وأزعجت جماهيرنا وأربكت أنديتنا، وتعاطت معها وسائل الإعلام كل حسب مخزنه المهني في المعالجة والطرح الموضوعي المتوازن ومنهم من كان دون ذلك.