|


محمد السلوم
اختفاء (المصور النووي)
2011-09-22
نسمع في الأخبار بين وقت وآخر عن اختفاء عالم نووي في ظروف غامضة، وعادة ما يكون من دول العالم الثالث، لكن من النادر جدا أن نسمع عن اختفاء مصور فوتوجرافي التقط صورة مثيرة للجدل نشرتها صحيفته، لذلك عنونت مقالي قياسا على الضجة الإعلامية بهذا العنوان: اختفاء(المصور النووي).
وكلام الزميل حسن عبدالقادر رئيس تحرير صحيفة هاتريك التي نشرت صحيفته الصورة(غير الأخلاقية) لمحترف الهلال الكاميروني إيمانا لوسائل الإعلام يشير إلى أن المصور فهد المري قبل اختفائه أبدى استعداده لإثبات ذلك من خلال إحضار كارت الذاكرة للكاميرا التي التقطت الصورة.
وهذا يعني أن المصور الذي غاب عن الاتصالات(المقال كتب فجر الأربعاء) تعرض للكثير من الضغوط، مما جعله وهو لازال شابا صغيرا يفضل الاختفاء على الظهور أو اللجوء للجهات الأمنية إذ لم تسعفه خبرته على مواجهة الموقف أو أن له مآرب أخرى.
لكن ماذا عن أصحاب الخبرة في لجنة الانضباط -أو غيرها- الذين سارعوا في استدعاء اللاعب للمساءلة وهم لم تتوفر لهم البينة الكاملة عن حقيقة الصورة، وعما إذا كانت أصلية أو تعرضت للتلاعب بواسطة الفوتوشوب؟.
تصرف مثل هذا من أي لجنة يفترض فيها الحكمة والخبرة وحسن التعامل مع الأحداث يوحي بأن العجلة هي ما تحكم تصرفات أعضائها.. وقديما قالوا (في التأني السلامة وفي العجلة الندامة)، وإغلاق ملف الصورة كما قيل قبل التأكد من كارت الكاميرا هو أيضا في حكم الاستعجال.
وسيبقى الجدل قائما حول الصورة، وهناك من يعتقد بصدقية الصورة اعتمادا على الحالة الانفعالية التي كان عليها اللاعب بعد طرده، وظهر في الملعب من خلال كاميرات النقل التلفزيوني وهو في حالة غضب أهوج ويهم بمهاجمة شخص ما – ربما حكم المباراة - لولا ردعه من أحد زملائه الذي دفعه طالبا منه الخروج من الملعب.
ويفترض من لجنة الانضباط أن تبقي الملف مفتوحا حتى التأكد من سلامة الصورة، ليتضح للرأي العام من الجاني ومن المجني عليه، ويعلم أيضا من في نفسه شهوة للتلاعب بالصور أنه لن يفلت من العقاب.
ومعلوم أن التلاعب في الصور أمر سهل، ومثل هذه (الصورة) إذا مرت هكذا دون تحر دقيق يكشف سلامة الصورة وإدانة اللاعب أو العكس، قد نشاهد صورا مثلها بعد كل مباراة، وقد يفعلها من في نفوسهم مرض من غلاة المشجعين.
يبقى القول إن أعضاء اللجان الكروية في حكم القضاة في المجال الرياضي، وقبلوا بأمانة العمل للاضطلاع بمسئوليات كبرى، وأي خطأ في تشخيص الأحداث في حكم الظلم الذي سيلحق الضرر بالمظلوم ويبقي الظالم في مأمن من العقاب الرادع المانع.
ولا أحد من الأشخاص الطبيعيين يريد أن يكون من الظالمين، واللاعب إيمانا ومصور صحيفة هاتريك الإلكترونية سيبقيان متهمين.. الأول بـ(حركة الأصبع المشينة) والثاني بالتلاعب بالصورة حتى تظهر الحقيقة للرأي العام.
وتبقى إشارة خارج الموضوع بانضمام الاتحاد النادي الكبير بهزيمته من الاتفاق إلى كبيري الرياض النصر والهلال في الضربات المبكرة في الجولة الثانية من دوري زين، بعد أن صعقه الحكم خليل جلال باحتساب ضربة جزاء مشكوك في صحتها وحالة وقوعها أيضا.
وحالة مثل تلك تشهد اندفاع اللاعبين باتجاه الكرة وهي في الهواء وعيونهم في اتجاه الكرة، وسقوطهم متوقع نتيجة احتكاك الأجسام ببعضها، والكلام عن تقديرات حكام كرة القدم لانريد أن نسمعه كثيرا، فهناك قانون ويجب تطبيقه وعلى الحكم تحري الدقة الكاملة قبل قراره.
ولعل الهزيمة تدق أجراس الخطر في رؤوس لاعبي الاتحاد الذين أقلعوا اليوم الخميس إلى كوريا الجنوبية لملاقاة فريق سيئول الذي أعد عدته لمنع الاتحاد من العبور إلى دور الأربعة، ولرد اعتباره على أرضه، وهو الذي هزم في جدة بالثلاثة.