|


محمد السلوم
الوحدة العميد بالتاريخ والاتحاد بالورق!
2011-04-17

بعد أن أسدل الستار وفاز الهلال بكأس ولي العهد والوحدة بالفضة في اللقاء الذي جمعهما بمكة المكرمة الجمعة الفائت ... يتهيأ بعض الوحداويين على نشوة الميداليات الفضية بعد غيبة أربعة عقود عن المنصات.. لفتح أوراق تاريخية قديمة جدا حول تاريخ ناديهم كأول ناد سعودي.
وإذا سلمنا ولنقل (جدلا بالوثائق أوالأوراق) حول أقدم ناد سعودي فإن التاريخ وفق هذه الأوراق يقول إن نادي الوحدة نشأ ككيان على الأرض في مكة عام( 1334 هجرية) 1915.
وهذا يعني أنة أقدم ناد سعودي وله حقوق تاريخية تضعه العميد التاريخي للأندية السعودية بفارق اثنتي عشرة سنة عن عمر الاتحاد الذي تأسس عام 1927 والمصنف بأنه عميد الأندية السعودية حسب الأوراق الرسمية لتسجيله.
والملخص الذي يمكن الخروج به أن الأوراق المنشورة على موقع جماهير نادي الوحدة الممهورة بعدة تواقيع لقدماء الوحدة تقول إن النادي نشأ على يد مجموعة من أبناء جزيرة جاوة الأندونيسية الذين قدموا إلى مكة للحج واستوطنوا فيها وهم من أسس الفريق الذي يعرف الآن باسم الوحدة.
وذكر مؤرخو الوحدة أن الرقم المدون لتأسيس النادي في السجلات الرسمية يمثل تاريخ التسجيل وليس التأسيس في حين أن الاتحاديين نجحوا في توثيق تاريخ ناديهم بإرسال تاريخ تأسيسه للجهة الرسمية وليس كما فعل الوحداويون في ذلك التاريخ وأعطوا الجهة الرسمية تاريخ وقت التسجيل وليس التأسيس.
واللافت رغم مضي عقود على الأوراق الوحداوية إلا أنها ظلت نائمة في ملفاتها على الرغم من أن بعض قدماء الوحدة لا يعترفون بالكتب التي نصبت الاتحاد كأقدم ناد سعودي على اعتبار أنها من صنع مؤلفين محسوبين على الاتحاد ولا تمثل الحقيقة التاريخية وذهب بعضهم إلى وصف مثل هذه المؤلفات الرياضية بـ (المزورة) .
ويبدو أن الصعود للمنصات فتح شهية محبيه لإعادة توثيق تاريخه من جديد وتأكيد أحقيته بعمادة الأندية السعودية لاسيما وأن هناك شهودا على التاريخ من قدماء الوحداويين لا زالوا على قيد الحياة ولديهم من الوثائق ما يعزز المضي نحو إعادة كتابة تاريخ الوحدة.
وبعيدا عن التاريخ كان يوم الجمعة يوما تاريخيا للوحداويين على الرغم من خسارتهم اللقاء وقدم فرسان مكة كرة جميلة في الشوط الأول مع فريق متمرس لكنهم بعد أن تلقوا الهدف الأول فتحوا الملعب بشكل غريب جدا أمام فريق يفوقهم في كل شيء وكانت النتيجة خماسية قاسية منها ثلاثة أهداف من هجمات مرتدة!.
وكنت في مقال الخميس الفائت قد ذكرت أن الحماس والحذر والخطة الدفاعية المحكمة والاعتماد على الهجمات الخاطفة ربما هو السلاح المتاح لفريق الوحدة لمواجهة الهلال وهو ما فعله لاعبو الوحدة في الشوط الأول إلى حد ما وغاب احترام الخصم في الشوط الثاني وكان الثمن قاسيا.
يبقى القول: أن فريق الوحدة رغم الخسارة الكبيرة قدم مباراة جيدة وأعطى شيئا من الاطمئنان لمحبيه عن إمكانية قدرته على البقاء في دوري زين وتكمن حظوظه في التغلب على القادسية ونجران وهما الفريقان القريبان من مستواة ومهددان أيضا بالهبوط في حين أن بقية لقاءاته مع الشباب والأهلي والتعاون في حكم الصعبة.
وتبقى إشارة أن إعادة كتابة تاريخ الوحدة من جديد يحتاج إلى وثائق دامغة وقد ينجح الوحداويون إذا مضوا قدما في هذا الاتجاه من انتزاع لقب العمادة من الاتحاد.