|


محمد السلوم
مصيبة عمال النظافة أهون من اللاعبين
2011-02-22
في الوقت الذي ينشغل فيه الوسط الرياضي في معارك جانبية.. منهم من يفاخر بقوته إذا انتفض حقق مايريد و(يجتر كلمات لاقبل للوسط الرياضي بتداولها)، ومنهم من يشكي ويتذمر ولا مجيب حتى في طلب (التأجيل).
ووسط هذا الصخب تبقى قضية حقوق اللاعبين المالية ورواتبهم غير مفعلة وتتعامل بعض الأندية معها بكل برود وربما لاتقع في دائرة الاهتمام، وإن صرفوا المتأخرات تفاخروا بها وكأنها إنجاز، في حين أنها حق معلوم للاعبين وحري بهم الاعتذار عن التأخير والالتزام بعدم التكرار.
ويواجه بعض لاعبي الأندية في دوري زين للمحترفين إن لم يكن الغالبية ظروفا مالية صعبة في مواجهة متطلبات الحياة نتيجة التأخر في صرف رواتبهم بانتظام لمواجهة احتياجاتهم وبرمجة مشاريعهم المالية.
ونشاط بدني مثل كرة القدم يحتاج إلى صفاء ذهني ليتحقق التوافق الفكري مع العضلي وأي خلل في الاثنين ينعكس سلبا على أداء اللاعبين في الأندية ويمتد تأثيره إلى الكرة السعودية بشكل عام.
وقد تكون الحالة النفسية للاعبين الذين يعانون ماليا وراء انخفاض مستوياتهم، وانعكس ذلك على الحضور الجماهيري وعلى أداء المنتخب الذي يعاني تراجعا في مستواه من سنوات.
وأقرب تشبيه للاعبين الذين يعانون من تأخر رواتبهم هم رفقاء الميدان الآخر عمال النظافة، الذين يبذلون جهدا بدنيا تتطلبه طبيعة عملهم، وهم الذين تنشرهم الشركات في الشوارع ويبقون بلا رواتب لعدة شهور.
لكن عمال النظافة مصيبتهم المالية أهون من اللاعبين، فهم أحسن حالا ويتلقون العون عند إشارات المرور وفي الشوارع من أهل الخير، وما يحصلون عليه قد يسد رمقهم اليومي وربما يفي بالحد الأدنى من العيش حيا حتى لو ذليلا.
في حين أن اللاعبين- الكلام هنا ليس للتعميم- ينظر إليهم على أنهم أثرياء من حجم ما يسمع عن التعاقدات المليونية، وهم في الهم سواء مع عمال النظافة في الجهد البدني الميداني وسرحان العقول وقلق الانتظار وهم الأيام.
وهناك من يعتقد أن تسجيل لاعب لناد كبير يعني العيش في (بحبوحة) مالية، والواقع المعاش يقول غير ذلك، وربما أن اللاعب يعيش في (بحبوحة) من خلال الشهرة السريعة التي تحققت له بالانضمام لناد كبير.
لكن مع الوقت وتأخر الرواتب لشهور يتآكل الرصيد ويبدأ بعض اللاعبين رحلة الاقتراض الشخصي وتراكم الديون، والأرقام التعاقدية المليونية ما هي إلا أرقام في العقود لافي البنوك.
يبقى القول : إن أوضاع الأندية لن تستقيم فنيا إلا باستقامة الصرف الشهري المبرمج للاعبين وإعطاء هذا البند المالي الأولوية سعيا وراء توفير أجواء مريحة للاعبين تنعكس على نشاطهم وحضورهم الذهني.
كما أن الضرورة والشفافية تتطلب الإفصاح عن ميزانية الأندية المحترفة مطلع كل عام ميلادي، موضحا فيها المصروفات والإيرادات والعجز والوفر بكل تفاصيله ومتضمنة الميزانية التقديرية للعام التالي وإجراء مثل ذلك يخدم عملية التخصيص المنتظرة.
وتبقى إشارة أن الأندية كما هو معروف لاتستطيع الاقتراض من البنوك لمواجهة العجز، ويمكن أن يكون الدعم الجماهيري من خلال الإعلان عن حسابات في البنوك تساهم في تغذية الميزانية وتعوض جزءا من الدعم المفقود من بعض أعضاء الشرف.