|


محمد السلوم
حذار من إحصائيات (الرويبضة الجدد)
2011-02-13
زمن الرويبضة هو الزمن الذي يصَدَّق فيه الكاذب ويكذَّب فيه الصادق ويؤتمن فيه الخائن ويخوَّن فية التقي ويكثر فية التافهون ممن يتصدرون المشهد ويدعون العلم والأمانة وهم دون ذلك.
ويمكن القول إن هواة فبركة الأرقام ممن يدعون أنهم من بيوت الخبرة الإحصائية، أومن يشوه ويلون ويحرف في الحقائق عامدا متعمدا، أو الترويج لبضاعة إحصائية (مغشوشة)، وكل من يسير في هذا المحيط الظلامي هم في دائرة الشبه وربما في عداد (الرويبضة).
وحذار من إحصائيات (الرويبضة الجدد) المضللة الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الأرقام وهم ليسوا أهلا لها مستخفين بعقلية الجماهيرالتي قد ينخدع بعضهم أو ينجرف معها وربما يتعامل معها بحسن نية.
ومن أمثال تلك الإحصائيات المثيرة للجدل والمتضاربة ماصدر مؤخرا عما يسمى بـ (الاتحاد الدولي للإحصاء والتاريخ) على موقعه على النت الذي نصب الهلال ناديا للعقد في آسيا وبختكورالاوزبكي ثانيا والاتحاد السعودي ثالثا.
واللافت وما يدعو للاستغراب حول منهجية التقييم أن (الموقع الإحصائي) هو من منح أيضا قبل شهرين نادي بختاكور الاوزبكي الأولوية في آسيا ليكون ناديا للعقد والاتحاد السعودي ثانيا والهلال ثالثا في الترتيب الآسيوي في عشر السنوات الأخيرة.
وصنف في إحصائيتة التي نشرها على موقعة على النت وبثتها وكالة الأنباء السعودية (واس) في اليوم الأول من ديسمبرالماضي الفرق الآسيوية في مراتب متأخرة من التصنيف العالمي ومتأخرة عن أقرب رقم عربي لها الأهلي المصري بأكثر من مائة نقطة!.
والملفت دائما في (بضاعة الموقع الإحصائي) أنة كثيرا ما يتناقض مع أرقامة فمرة يشطح في التصنيف الكروي الى أعلى ومرة يهوي ببعض الفرق والمنتخبات وتحديدا العربية الى أرقام منحدرة وربما (الزبون هو من يحدد الترتيب وليس الأرقام)!.
وأظهرت إحصائيتة في ديسمبر الماضي عن أفضل أندية العالم في عشرالسنوات الأخيرة أن أندية القارة الصفراء وكأنها من أندية التخلف الكروي في العالم من خلال أرقامة العجيبة.
فقد وضع فريق باختكورالأوزبكي الأول آسيويا في المركز176عالميا وجاء الاتحاد ثانيا ومركزة 183والهلال ثالثا في آسيا وبالمركز186في الترتيب العالمي.
ووضع تصنيف (الموقع الإحصائي) الأهلي المصري الأول عربيا محتلا المركز 77عالميا والساحلي التونسي الثاني عربيا محتلا المركز 93عالميا والنجم الساحلي ثالثا بالمركز 109عالميا.
فهل يمكن القول أن مثل هذه الإحصائيات ترقى الى المنطق قبل التفكير في صدقيتها؟!.
يبقى القول: إن التخبط الواضح وفقدان المنهجية العلمية وأمانة الرصد تؤكد أن هذا (الموقع الانترنتي) الذي يفاخر ببضاعتة البعض لاوجود له على الأرض بحسب تحقيقات مصورة بثتها قناة العربية من خلال برنامجها الرياضي في المرمى وقناة أبوظبي عبر برنامجها الجماهيري خط الستة.
وبالمناسبة فقد وصفةه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاترخلال حضوره نهائيات كأس العالم للأندية في أبوظبي عام 2009 بأنة (سوبر ماركت) زبائنه من العرب!.
وتبقى إشارة أن العالم أصبح شاشة كونية وكل شيء معلوم وعلى المكشوف، وفريق كبير بنجومه وبطولاته وجماهيرة كالهلال أكبر من أن يلتفت لمثل هذة الإحصائيات (المطبوخة) والتي قد تلحق ضررا به على المستوى الاستثماري أيضا والله الهادي إلى سواء السبيل.