|


محمد السلوم
بلطان (سعيد)
2011-02-10
يحاول خالد البلطان رئيس نادي الشباب أن يظهر بمظهر الرجل القوي أمام جماهير فريقه المحدودة العدد.. وله أن يفعل ذلك متى ما استطاع إلى هدفه سبيلا ولكن وفق قواعد اللعب (النظيف) مع الخصم وجماهيره.
لكن الأمور على أرض الواقع تقول غير ذلك، فلانجاح تحقق في محاولته الأخيرة اليائسة وربما البائسة في مسعاه إلى فرض جماهيره على الجهة الشمالية وقيل له إن مطلبه سيدرس في الموسم المقبل.
وجيّر البلطان كلمة (الموسم المقبل) واحتفل بها كنصر تحقق وكأنه استعاد ما يعتقد أنه حق مشروع لفريقه، وأعلن عبر وسائل الإعلام أنه حقق ما كان ضائعا في أزمنة مضت.
لقد ذكرنا رئيس نادي الشباب بادعائه نصراً لا وجود له ببيانات الانتصارات للمذيع المصري أحمد سعيد (رحمة الله عليه) إبان حرب 67 في إذاعة (صوت العرب من القاهرة) والتي عرفت فيما بعد بحرب النكسة أو النكبة لافرق.
كانت تلك البيانات(الكاذبة) لمن سمعها أو قرأ عنها في بداية الحرب العربية الإسرائيلية كلها تؤكد انتصارا عربيا على الإسرائيليين، وعندما اسيقظ العرب بعد ستة أيام عرفوا الحقيقة الكارثية المعروفة للجميع.
وكنت في مقال نشرته الزميلة صحيفة البطولة الإلكترونية قبل أيام وقبل تصريحاته الأخيرة قد ذكرت ما ملخصه أن مطلب البلطان له ما يبرره إذا كان سيلعب على ملعب نادي الشباب في حي الصحافة وليس على ملعب حكومي تابع لرعاية الشباب.
وقد فرضت المستجدات الجديدة ولغة التصريحات الأخيرة التعامل معها تحسبا لأية تداعيات سلبية قد تلقي بظلالها جماهيريا على لقاء بعد غد السبت بين الشباب والنصر على ملعب الملك فهد الدولي ضمن دوري زين.
ومعلوم أن المزاج الجماهيري ليس على ما يرام بعد (نكسة الدوحة) كما حدث في لقاء الاتحاد والهلال في جدة من مناوشات بين الجماهير المختلطة نتيجة سوء التنظيم.
والمطلوب من البلطان في مثل هذه الظروف أن يساهم في التهدئة لا أن يكون طرفا في الاحتقان وقبيل لقاء الفريقين، وأن يتخلى عن لهجة (الاستفزاز) ويعطي الجماهير حقها من الاحترام ويحسن اختيار الوقت المناسب للكلام.
خاصة أن مطلبه وتوقيته قد يفسر ويدرج ضمن الأساليب الاستفزازية للجماهير، وهي التي رسخت وجودها منذ عشرات السنين وأصبحت الجهة الشمالية (عرفا) يشبه القانون لجماهير النصر كما هي الجهة الجنوبية للهلال.
ولعل الموسم المقبل يأتي وقد تمت إعادة ترتيب ملاعب الأندية ورفعت طاقتها الاستيعابية وجهزت بمواصفات عالمية لتكون جاهزة للمباريات الكبيرة وهو مطلب لكل الأندية، وعندما يحين ذلك الوقت يستطيع كل فريق استضافة ضيفه بالطريقة التي يراها.
يبقى القول:إنه إذا أراد البلطان توظيف (قدراته) في شن ما يعتقد أنها حرب نفسية على الخصم قبل المنازلة أن يوجهها إلى الفريق وإدارته لاجماهيره، وله العذر إذا كان لا يدرك قواعدها، وتصفية الحسابات يجب أن تكون بعيدا عن إثارة الجماهير للحيلولة دون تكرار حادثة (المنصة الشهيرة) التي أفرزت خاسرا وحيدا غير رابح إلى يومنا هذا.
وتبقى إشارة أن الحكمة تتطلب قراءة نفسية ومنطقية للخارطة الجماهيرية على أرض الواقع بعيداً عن الأماني و(العنتريات)، فلم يحدث بين العملاقين النصر والهلال وهما قطبا العاصمة أن تجاوز كل منهما على الآخر جماهيريا حتى في القواعد - غير المكتوبة- المتعارف عليها وعلى الطرف (الثالث) أن يتخذ منهما قدوة في القول والفعل.