|


محمد السلوم
أمير يتحدى وأمير يفكر
2011-02-08
تصريحان مختلفان لمسئولين رياضيين وكلاهما يمكن إدراجه ضمن الكلام المفيد أو الاستهلاكي أو الاستعراضي للخروج من مواجهة أسئلة الإعلاميين التي عادة ما تكون ضمن دائرة اهتمامات الجماهير الرياضية.
الأول للأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر الذي قال عقب فوز فريقه على القادسية الخميس الفائت في مسابقة كأس ولي العهد ردا على أسئلة صحافية حول أسباب تأخر فريقه في تسجيل اللاعبين (إنه يعشق التحدي) والعمل في ناديه يسير وفق (استراتيجية مدروسة).
والثاني للأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال بعد مباراة فريقه مع نجران في ذات المسابقة قال فيه(يجب أن يعرف اللاعب السعودي أن المستويات التي قدمها المنتخب في كأس آسيا انعكست على القيمة لكل لاعب سعودي).
ووصف المبالغ التي يطالب بها اللاعبون بـ (الفلكية)، واقترح (أن توزع مبالغ الصفقة على سنوات العقد مع ربط كل دفعة بمستوى اللاعب أثناء الموسم الرياضي).
وقال إن فريقه صرف النظر عن التعاقد مع مدافع القادسية ياسر الشهراني للمبالغة في سعره.
والواضح للمراقب الرياضي أن التصريحين جاءا على خلفية ظروف مالية صعبة تمر بها الأندية السعودية، وأراد كل من الأميرين ألا يظهرا أمام جماهيرهما بمظهرالمسئول المستسلم للأزمات وإطلاق التبريرات.
فالأمير فيصل قال إنه يعشق التحدي وهو كذلك لوقال إنه قبل رئاسة النصر في ظروف حرجة ونجح في زمن قياسي من إعادته للمنافسة القوية متحديا كل الصعاب المالية والفنية.
ولكن لاأدري عما إذا كان التأخير في تسجيل اللاعبين الأجانب تحديا يدرج على أنه عشق أم أنه إجراء محفوف بالمخاطر بفعل ضغط الوقت وتعقيدات البيروقراطيين و(مزاجهم) أحيانا.
ويمكن القول إن سلوكا من هذا النوع ليس تحديا وإنما هو أقرب إلى
الذهاب بفريقه إلى حافة الهاوية وهي (لعبة مغامرين) غير مضمونة النتائج حتى في العرف السياسي مما يعني أن ترتيب أمور البيت النصراوي مبكرا هو الأسلم والأضمن بعيدا عن مفاجآت قد تربك (من قالوا إنهم يعشقون التحدي) وربما أن (المدد) لم يصل إلا متأخرا وفرض التحرك في اللحظات الأخيرة.
وحول عبارة(استراتيجية مدروسة) التي ظهرت (حديثا) ونطق بها الأمير فيصل... فالوضع في ناديه لايؤشر لذلك والواضح لو كان الأمر كذلك لما ضاعت أموال في تعاقدات متواضعة مع مدربين ولاعبين كانوا عبئا على النادي في الملعب وعبئا أيضا في التخلص منهم.
أما الأميرعبد الرحمن الذي كان فريقه يعيش في برج (عاجي) مالي فقد تبدلت أوضاعه وهبط ماليا ليعاني مثل الفرق الأخرى واضطر إلى إعارة نجمه البرازيلي نيفز إلى ناد برازيلي وأحضر لاعبا مصريا شبه مغمور لسد النقص في فريقه.
وتحول على هذا النحو لفريق يضرب به المثل في حسن اختيار الأجانب يؤكد الحالة الراهنة للفريق على طريقة(لاتشكي لي أبكي لك).
لكن ما طرحه الأمير عبد الرحمن يستحق الوقفة وفرض التفكير الواقعي، وأنه لابد من اعتماد لائحة داخلية تحدد وتقيم أداء اللاعب في المباراة وانتظامه ومحاسبته على أدائه في المباريات.
بمعنى وجود لائحة لتقييم الأداء تحتوي على نقاط قياسية إذا أكملها اللاعب يحصل على حقوقه كاملة وتكون ضمن شروط العقد كما هو المعمول به في الشركات والأجهزة الحكومية.
وكلام الأمير عبد الرحمن عن لاعبي المنتخب الذين خيبوا الآمال في الدوحة معه الحق فيه، وأستطيع القول إن أسعارهم أشبه بأسعار أسهم مضاربة أوما عرف بأسهم (الخشاش) في سوق الأسهم السعودية قبل انهياره عام 2006 وظهروا على حقيقتهم وقيمتهم الفعلية في ملاعب (سوق) الدوحة خارج (سوق) الوطن.
يبقى القول: إنه لو كان لدينا نجوم مميزون لجاءتهم العروض من الخارج بعشرات الملايين من الدولارات وعليهم ألا ينخدعوا بالأرقام التي حصلوا عليها والجماهير لن تصبر طويلا على دلالهم وتذبذب مستوياتهم.