|


محمد السلوم
خريطة الطريق: الجماهير أولا
2011-01-20
الجزع عند المصيبة مصيبة أخرى.. ولم يعد الحديث بـ(لو) يسقي ماء أو يريح حزينا أو يطفئ غضبا جماهيريا، وما حدث حدث... فالماضي كله عبر ودروس والمستقبل لمن خطط بعلم وفن ونفذ وتابع وقيم كل مرحلة من مراحل التنفيذ.
لقد خرج الأخضر مسودا من بطولة أمم آسيا ويبقى التفكير في عدم تكرار الأخطاء وقبل التداول في الأمور الفنية لابد من فحص كل المفاصل الرياضية التي تقوم عليها اللعبة والتأكد من سلامتها للعمل المستقبلي وما اهترأ وضعف منها أو من فيه (مرض) حان أبعاده.
وليكن التأسيس لقواعد رياضية صحية تأتي نتائجها في بيئة طبيعية يبدأ برسم خريطة طريق مرحلية تبدأ بالجماهير أولا باستعادة ثقتها من جديد في المؤسسة الرياضية وهذا لن يتأتي إلا بخطوات تقترن فيها النوايا مع الأفعال وتلمس على أرض الواقع بكل وضوح وشفافية تامة.
لقد جفت البركة الرياضية وسقطت آخر أوراق التوت في الدوحة وقفزت معضلة التعصب في مثل هذه البيئة ككرة الثلج وهي القاضية الماحقة التي زرعت الأشواك في المسيرة الكروية والاحتقان في أجواء ملبدة غذت ارتفاع منسوب التعصب الكروي.
هذه المعضلة التعصبية الكارثية حلت بنا في السنوات الماضية وكانت سببا من أسباب البلاء والمتمثلة في التحزب للأندية بمعنى أن مصالح الأندية مقدمة على الصالح العام لدى البعض وهي أشبة بالمرض الخبيث الذي نهايته معروفة وقد بانت آثارة على جسم الكرة السعودية والخروج (المذل) من آسيا يؤكد مدى تغلغلها وتمكنها من مفاصل الكرة السعودية.
فمشكلة كرتنا في الأساس داخلية وكبرى مشكلاتها (تراخي) تطبيق العدالة بين الأندية بسبب طغيان الميول على (سستم) العمل، نعم تراخي العدالة بين الأندية والذي هز ثقة الجماهير الرياضية بـ(السستم) وفرخ لبيئة متعصبة إداريا وجماهيريا أنتجت احتقانا ساهم الإعلام والمنتديات الرياضية في تغذيته وتراجع الكرة السعودية ليس بعيدا عن تداعيات تراكمت منذ سنين.
وتواجه الرياضة السعودية بقيادة قائدها الجديد الأمير نواف بن فيصل اختبار تصحيح المسار وهي تقع على مفترق طرق، والتغذية الصحية للمداخلات الجديدة تقود إلى الطريق الصحيح ومخرجاتها المبرمجة تؤسس لبيئة رياضية تعزز إلى حد كبير عودة بناء الثقة بين المؤسسة الرياضية وجماهيرها وهو بداية طريق الصلاح نحو إعادة المجد المفقود بعطاء وقوده المصلحة العامة لا عطاء يكتنفه الغموض وخدمة الميول.
وأفضل ما يمكن عملة وضع الإصبع - كما يقولون- على الجرح الملتهب والتعامل معه بحكمة الطبيب البارع وإجراء مثل هذا حتى لو كان بحجم الزلزال الإداري في المؤسسة الرياضية، فالنتيجة ستهتز لها كل الأركان لتفيق على وضع مختلف شعاره العمل الجاد والجدارة هي الأساس للبقاء.
فلا مكان بعد اليوم لمن دسوا أنفسهم في الجسم الرياضي ونشروا أمراضهم وتسببوا في (تربية) واقع نعيشه ونعاني منة وهو الاحتقان الذي ظهر واضحا في ملاعبنا من خلال ردود الأفعال الغاضبة على تخبطات كثيرة أبرزها ازدواجية قرارات اللجان وسوء التحكيم الذي عصف بنتائج فرق كثيرة.
وتنتظر الجماهير من القيادة الرياضية الجديدة قرارات مصيرية الإقدام عليها كفيل بإعادة صياغة الخريطة الرياضية لكرة القدم الفنية والإدارية والنفسية أيضا، فقد آن الأوان لنفض الغبار وإبعاد (الغابرين) بحزم إداري لا يقبل المجاملات وأنصاف الحلول.
يبقى القول: إن نجاح القيادة الرياضية في ضبط (سستم) الجسم الرياضي هو الطريق لاستقامة ما عوج من أمر دفعنا ثمنه، وفرض العدالة المنشودة مطلب الجميع لتهتف جماهيرنا في ملاعبنا آمنة مطمئنة بعيدا عن عبث العابثين.
ولأن لدينا الآن متسعا من الوقت فالأسبرين والمضادات الحيوية أو الكي بالنار الحارقة على هامة الرؤوس لا يكفي ونحن في زمن تحليل الظواهر وفق ما تقتضيه أسس العلم التي تضعنا في النهاية في مواجهة الداء تماما وباستخدام الأسلوب العلمي نصل للنتائج.
وتبقى إشارة أن تطبيق القوانين والأنظمة على الجميع هو مطلب الكل فقد حان وقت العمل في بيئة صحية لا مكان فيها لمن تعود الاستفادة من الأجواء الضبابية.